يواصل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز جهوده الحميدة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السياسية في غامبيا، يجنب هذه الدولة ويلات الحرب، والغزو الأجنبي الذي تصر عليه السينيغال، ونجيريا، وقد اتسمت جهود ولد عبد العزيز بالحنكة الدبلوماسية، فالرجل حرص على إطلاع الدول العظمى في مجلس الأمن، وإفريقيا، والعالم على نتائج وساطته، ولم يخل المؤتمر الصحفي المقتضب الذي عقده بمطار انواكشوط زوال اليوم رفقة الرئيس الغيني، لم يخل من انتقاد مبطن للسينيغال، التي تستعجل الحرب.
ولد عبد العزيز شد الرحال نحو بانجول، في ثاني زيارة خلال يومين، وهو ما يترجم إصرار موريتانيا على حمل مشعل السلام، والتصالح في القارة، في حين تصر السينيغال على طرق طبول الحرب لحاجة في نفس داكار، التي تجد في هذه الأزمة فرصتها السانحة لتصفية حسابات قديمة مع يحي جامي، على حساب السلم، والأمن في غامابيا.
المراقبون يرون في إقدام السينيغال على تنصيب آدما بارو في داكار، وإرسال جنودها إلى الأراضي الغامبية خطوات غير ودية تجاه موريتانيا، التي لا يزال رئيسها يواصل وساطته لحل الأزمة، وكأن داكار أرادت قطع الطريق على ولد عبد العزيز، أو على الأقل وضع العصي في دواليب جهوده السلمية، وهو ما رد عليه الرئيس الموريتاني قائلا: "إنه لا يفهم، ولا يمكنه أن يفهم الخطوات التي حدث منذ أمس في هذا الملف".
لكن على السينيغال أن تدرك أن لموريتانيا من الأوراق ما يمكن أن ترد به على تحركات داكار هذه، فموريتانيا ليست غامبيا، وولد عبد العزيز بالتأكيد ليس يحي جامي!.