alt
تفاعل الموريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع الجهود المضنية التي قادها رئيسهم، وتكللت بالنجاح، وإنهاء الأزمة السياسية في غامبيا، وإحباط مخطط الحرب الذي كان وشيكا، وعجت صفحات فيسبوك بتدوينات، وتعليقات تمتدح الدور الذي قام به رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وتصفه بالنصر الكبير لموريتانيا، ودبلوماسيتها في القارة الإفريقية، والعالم، وعبر الموريتانيون عن فخرهم، واعتزازهم برئيسهم، الذي مثل موريتانيا أحسن تمثيل، وفرض احترامها بين الأمم، ورفع رأس بلاده عاليا، والأهم من ذلك أن ولد عبد العزيز قاد خيار السلام، في مقابل خيار الحرب والعنف، فكان له ما أراد.
ورغم محاولات بعض الدول الإفريقية، المقربة من فرنسا سرقة إنجاز موريتانيا، ورئيسها، إلا أن ولد عبد العزيز اكتشف المخطط بسرعة، وأحبطه، ورفض تلك المحاولات، وتعامل معها بكل حكمة، وحزم، وإقدام، ويرى المراقبون أن نجاح ولد عبد العزيز في تسوية أزمة غامبيا جعلته بالتأكيد مستحقا للقب "حكيم إفريقيا" بلا منازع، وأثبت هذا النجاح للدول البعيدة، قبل القريبة أن موريتانيا لم تعد ذلك البلد الهامشي، الذي يصدق فيه قول الشاعر:
ويـُقضى الأمر حين تغيب تيم@ ولايـُستأذنون وهم شهود
والأكيد أن سلمية ولد عبد العزيز ليست عن ضعف، وسعيه للسلام، ليس عن خوف من الحرب إن فرضه الآخرون، ولعل هذه الرسالة ربما وصلت إلى داكار بشكل صريح، وهو ما جعل السينيغال تعيد حساباتها، فردة فعل موريتانيا على أية مغامرة حربية دون انتهاء وساطة الرئيس الموريتاني، لن يكون بمقدور داكار تحملها، خاصة وأن آلاف المواطنين الموريتانيين موجودون في بانجول، وكان من ضمنهم الرئيس نفسه ولد عبد العزيز.
إن إدارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز للأزمة الأخيرة مع المملكة المغربية، ووساطته الناجحة في غامبيا أثبتت أن الرجل سياسي من الطراز الأول، فكلا الأزمتين انتهتا بنجاح باهر لموريتانيا، وتعزيز لحضورها الإقليمي والدولي، فمن حق الموريتانيين فعلا أن يفخروا برئيسهم.
سعدبوه ولد الشيخ محمد.