مرت 24 ساعة على عملية السطو المسلح على وكالة بنكية في تفرغ زينه، ولم تصدر الشرطة حتى الآن أي توضيح لملابسات الحادث، وهي التي كانت تسارع في أحداث أمنية أقل شأنا إلى إصدار بيانات، والحديث أحيانا عبر وسائل الإعلام الرسمية، وآخر ذلك انفجار جسم ملغوم، ووفاة طفل بسببه في مقاطعة الرياض بانواكشوط قبل أيام، ورغم أن البعض قد يبرر صمت الشرطة بدواع التحقيق، وحتى لا تسرب معلومات تساعد اللصوص على التخفي، إلا أن طبيعة حادث الأمس تفرض على السلطات الأمنية الخروج للرأي العام ببيان يوضح حقيقة ما جرى، ويطمئن المواطنين على سلامة أرواحهم، وممتلكاتهم.
ويبدو ظهور رواية رسمية لما جرى أمرا ضروريا، لسببين، الأول: كون الحادث غير مسبوق في العاصمة، فلأول مرة يـُستخدم السلاح الناري، لتهديد موظفين في بنك في وضح النهار، والاستيلاء على أموال، والهرب من أهم أحياء العاصمة، ثانيا: لأن هذه الحادثة استحوذت على الاهتمام الإعلامي، وباتت حديث الناس في الشارع، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس من المعقول أن تتجاهلها الشرطة، ولا تكشف للجميع ملابساتها، فالغموض بشأنها يخلق بيئة خصبة للشائعات، والقصص التي قد تزيد من حالة عدم الاطمئنان.