حقيقة حركة إيرا، وزعيمها بيرام (معلومات تنشر لأول مرة)

بيرام ولد اعبيديبيرام ولد اعبيدي

خواطر بيرامية..!

ناصرت الزعيم بيرام ردحا من الزمن مع اني كنت اجد دائما صعوبة كبيرة في هضم بعض الأمور و تفسير أخرى ، عدالة القضية التي يدافع عنها الرجل أغشت عيني وجعلتني اتغاضى عن تلك الأمور التي اجدها شكلية وعاطفية في معظم الأحيان ، كثيرا ما عللت لنفسي قاموس بذائة الرجل وتهجمه ألامبرر بالتعميم على شريحة البيظان بأنه ضروري من اجل تحريك المياه الراكدة ، ثم يحيلني التفكير إلى بيرام القديم بيرام كاتب الضبط و السياسي الناشط في حملة الزين ولد زيدان الباحث عن التوظيف والتوزير قبل قفزته الواسعة ليصبح مناضلا لايشق له غبار ليغض مضجعي هذا التساؤل: لماذا إنتظر المناضل الكبير بيرام كل هذه الفترة الطويلة وهو يتسكع داخل أحزاب البيظان ومنظماتهم ومجالسهم ليدرك ان شريحة لحراطين عانت ظلما تاريخيا طويلا !!؟ ما سر صحوة الضمير المفاجئة التي انتابت الرجل ياترى !؟ وهل صحيح ان للأمر علاقة بعدم تعيينه وزيرا في حكومة الزين ولد زيدان ! او كما أشيع عنه حينها !؟.

 

كثيرا ما إستفزتني نرجسية الرجل وانا أتابع خطاباته النارية وأحاول دوما إسقاطها وتحليها على طريقة المختص النفسي خصوصا ان الرجل يفرط في إستخدام قاموس متعجرف سوقي "زغرتوا يلخدم" "......" إلى إنتقائه لكلمات لاتلائم ثقافته وسجيته على ارض الواقع بعيد عن اعين الإعلام والمريدين المتحمسين ! وأتوصل لنتيجة واحدة مفادها ان الرجل يتظاهر او يتاجر بهذا الخطاب لصالح أجندات خاصة يتم اللعب فيها على وتر جمعيات ومنظمات حقوقية عالمية قد لاتكون مهتمة بالتعايش السلمي في موريتانيا بقدر ماهي مهتمة بأبراز وتضخيم المأساة الإنسانية لشريحة لحراطين خدمة لتصورات وأجندات خاصة !فهذا الخطاب والأسلوب في مجتمع هش مليئ بالمظالم التاريخية لايخدم سوى أجندة الصدام والحرب الأهلية والتفرق والتشرذم ، لايعيد حقوقا ولايفرض مطالب كما يفترض بالرجل ان يريد ، بقدر ما يأجج النفوس ويسعر الفتن ! (وليست احداث الثلثاء عنا ببعيد)!

ومنها اتوصل ان مايقوم به الرجل لايخدم شريحة لحراطين ولا التعايش والسلم الأهلي وأتسائل : هل أستمراري في مناصرة هذا الخطاب وإصراري على دعمه هل هو هوس و رغبة فقط في التجذيف عكس التيار !؟ ام بسبب كوني اتقاطع مع الرجل في ما يعلنه من كره لنظام الإستبدادي العسكري القائم !

أحاول دائما المقارنة بين بيرام والمناضلين الحقوقيين المحليين والعالميين لأجد ان بيرام تجاوز السقف المسموح والمنطقي في نضاله من اجل الحقوق مثلا لم نسمع بمناضل قام بأحراق كتب ذاقيمة دينية رمزية ليثبت أحقية نضالية وليسيئ لمقدسات وثوابت مجموعة دينية ! فهذه الأفعال الشاذة تفقد المناضلين الكثير من التعاطف سيما داخل الحاضنات الشعبوية ! ربما مراهنة برام على إحتفاء المنظمات الحقوقية او صهيوحقوقية بهذه الخطوة على حساب فقده للكثير من التعاطف داخليا هو ماجعله يغامر بهذه الخطوة الغبية ! ويبدو ان رهان بيرام كان في محله من حجم الإحتفاء بالرجل في هذه المنظمات ذات الخلفيات التنصيرية والصهيونية في الغالب !

إنفراط عقد الحركة وانسحاب اغلب شخصياتها الفاعلة وأكثرها تطرفا وميلا للأسائة ، فقيه الحركة محمد فال والقيادي السعد ولد لوليد وأخرون عرفوا بالدفاع المستميت عن الحركة وأهدافها ، وارتمائهم المشين في أحضان النظام من دون سابق إنذار ! في وقت لم تنتفي فيه اسباب وجود ها في ما يتعلق بمظلومية شريحة لحراطين ولم يظهر النظام القائم جدية حقيقية في التعامل مع المشكلة اوحتى ميلا للمصالحة مع الحركة ولم تحقق الحركة شيئا تقريبا على ارض الواقع بأستثناء التكريمات الدولية لبيرام او الشرخ العميق في وجدان المجتمع ،يجعلنا حقا نتسائل عن الأهداف الحقيقية التي جمعت هؤلاء من البداية !؟ هل هي البحث عن مصالح وحقوق شريحة لحراطين التاريخية !؟ اوركوبا لموجة توصل في الأخير لأهداف إسترزاقية على حساب القضية !؟ وهل ينتظر بيرام مثلا الترخيص لحزبه او إمتياز بتعينه رئيسا للوزراء ان يتخلى هو الآخر عن القضية .

ذات مرة تسائل احدهم أمامي قائلا هل تهدف إيرا لرفع الظلم عن شريحة لحراطين ام لتحريض لحراطين على الإنتقام من شريحة البيظان !؟ كان تسائلا بسيطا عفويا من مواطن عادي تعليقا على مشادة وعراك في الشارع تخلله ذكر للحركة كون أحد مفتعليه ينتسب إليها ويعمل في لجنة السلام التي تحرس الزعيم بيرام !؟ لم أرى حينها ان هذا التساؤل يستحق الجواب ،أكتفيت بالإبتسام وأعتبرته من مخلفات التفكير الرجعي المتعصب "لأهل لخيام "

أحداث الثلثاء الماضي دقت ناقوس الخطر وأظهرت حجم خطورة خطاب الشحن والتحريض الذي مارسته حركة إيرا لسنوات طويلة ! وأظهرت ان المجتمع الموريتاني حقيقة يعيش بين سندان خطاب الكره والتحريض ومطرقة سياسات التجويع والتفقير ! بعض الفيديوهات أبانت مستوى الكره المتجذر في ألاوعي والذي نجحت الحركة في تكريسه في عقول الناشئة والشباب ، مواطنون عاديون فقراء يشتركون مع الشرائح الأخرى في نفس المعاناة ويكتوون مثلها بنفس سياسات النظام يتعرضون لتحطيم الجماجم والسلب بسبب إنتمائهم لشريحة معينة ،كنت اتمنى الف مرة ان تكون تلك الإعتداءات بدوافع السرقة والتللصص وليست منظمة بدافع الكره والتحريض ضد شريحة معينة ! الامر يجعلني اتسائل تسائلا بسيطا ساذجا على طريقة تساؤل مواطن اهل لخيام وأقول : ماذنب هؤلاء !؟ وكيف يمكن تحميلهم لمظالم تاريخية حدث قبل ولادتهم !؟ كيف يمكن تحميلهم لمسؤولية تصرفات النظام وهم يعيشون بين ظهرانيكم و يكتوون مثلكم بالحبف والظلم والتجويع !؟

ربما يكون لتراجع حدة خطاب بيرام علاقة بمشاهدته لثمرة سنوات من خطابه التحريضي على ارض الواقع وان الامر قد يخرج عن السيطرة في أي وقت لاسمح الله ليدخل البلد في اتون فتن شرائحية فئوية لاتبقي ولاتذر ويكون عندئذ هو المسؤول عن هذه المأساة !

لا احد ينكر الظلم التاريخي الذي تعرضت له شريحة لحراطين ومخلفات الإسترقاق والتجهيل الذي مازالت غالبية الشريحة ترزح تحت وطئتها ، لكن ذالك ينبغي ان لايكون على حساب تحميله اوزاره لأجيال أخرى ،ولامبررا للعداء والكره والشحن والتحريض ضد شريحة معينة بسب حيف وظلم امم قد خلت !! ، كل المظالم الآن هي بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة ويكتوي بنيرها الجميع ، لادخل للمواطن العادي المشغول بالكد اليومي بها ، المواطن الذي تم نهب حانوته وتكسير سيارته وتحطيم جمجمته ، المواطن الذي يركب معك نفس الباص المتهالك ويزاحمك على نفس كرسي سيارة الاجرة المهترئ وفي طابور الخدمات الصحية الرديئة ، ويتناول مثلك نفس العقاقير المزورة ويستهلك مثلك نفس الأغذية الفاسدة !! اقول للأخوة في إيرا أكرهوا النظام وحرضوا عليه كيفما شئتم ، لكن إياكم ان تخسروا انفسكم وإخوتكم ووطنكم بسبب خطاب الكره والتحريض ضد شريحة البيظان ! إياكم ! الأحداث الأخيرة دقت ناقوس الخطر !

خواطر كتبتها على عجل من دون تنسيق اعتذر عن الإطالة.

المصدر

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT