في خضم ما تشهده بلادنا هذه الأيام من شد وجذب وفتن تطل برأسها بين الفينة والأخرى ،وكراهية مقيتة صارت على لسان كل مواطن موريتاني ،وعنصرية بغيضة تفشت في المجتمع كالنار في الهشيم ،حيث استحكم الحقد وحب الإنتقام في نفوس كثيرين مدفوعين بخطابات شعبوية تتخذ من حاجتهم وفقرهم ،وقلة حيلتهم وقودا يأجج نار الفتنة والإنتقام بين أفراد الشعب المسلم الواحد،ولم يفهم هؤلاء المساكين أنهم من سيدفعون الثمن في النهاية وأن محرضيهم سيطيرون إلى أقرب مكان يؤمنون فيه أنفسهم وأموالهم التي جمعوها على حسابهم وسيتركونهم لمصيرهم المجهول.
ويبقى الأمل معلقا على عقلاء المجتمع وحكمائه لتلافي هذا الوضع الخطير وإشاعة العدل بين الناس ورفع الظلم عن كل مظلوم والمساواة في الحقوق والواجبات وتبني خطاب يجمع الناس ويشيع بينهم روح الأخوة والتكافل الإجتماعي ،وهو الوجه الآخر المشرق الذي طغى عليه الوجه الأول وحال دون شيوعه.
وفي هذا الصدد لايسعني الا أن أشيد بجهود أولئك الشباب المخلصين الذين سخروا أوقاتهم وأموالهم لخدمة ضعفاء هذا المجتمع بجميع أصنافهم وألوانهم وأشكالهم ، حيث تنشط عشرات الجمعيات الخيرية بهدف تخفيف معاناة الناس وزرع البسمة على شفاه المحتاجين وذوي الإحتياجات الخاصة ،يرابطون على أبواب المستشفيات يجوسون بين الأسرةالبيضاء علهم يغفرون بمريض يعاني ضيق ذات اليد فيقضون حاجته ويبلسمون جراحه ،وقد وقفت على شيخ كبير قادم من فم لكليته يعالج ابنته التي قضت ثمانية أشهر في مركز الإستطباب الوطني وقال لي بالحرف الواحد لولا لطف الله ثم جمعية أنفعوا الناس التي تكفلت بعلاجها طيلة هذه الفترة ،لكانت في عداد الموتى إلى غير ذلك من عشرات القصص الإنسانية التي لاتعد ولاتحصى ،وهو مجال خصب يقرب بين الناس ويقوي الروابط الأخوية بينهم وينزع فتيل الفتن التي يدفع البعض باتجاهها.
وليكن التكافل الإجتماعي والتسامح والصفح هو الوجه الحقيقي والبارز في مجتمعنا ودولتنا حتى نقطع الطريق أمام أدعياء الفتن والحروب.
من صفحة الأستاذ محمد محمود ولد الطيب على فيسبوك.