من جديد عادت ظاهرة "التنجيم" واستراق السمع، والرجم بالغيب لتطفو على السطح في صفحات بعض مواقعنا الإلكترونية، وهذه المرة كانت التعديلات الدستورية هي المحور، فجزمت تلك المنابر الإعلامية أنها باتت في حكم المؤجل، ومضت إلى الحديث باسم رئيس الجمهورية، وإعلان قرارات نيابة عنه حتى وهو خارج البلد في المملكة العربية السعودية، وتمعن هذه المنابر الإعلامية في ممارسة هوايتها المفضلة في نسج أخبار تكون هي في الغالب مصدرها، ووسيلة نشرها في الوقت ذاته.
لعبة إرباك الأغلبية الداعمة للنظام، وتسريب أخبار مغلوطة عن عمل الحكومة، وأنشطة الرئيس، والوزير الأول، ومد المعارضة الراديكالية بجرعات من الدعم يرى فيه البعض ظاهرة مستغربة من منابر إعلامية تأتمر بأوامر جهات تدعي دعمها للنظام، ولرئيس الجمهورية أقله في العلن، وكأن هذا المارد خرج من قمقمه بعد استراحة محارب، ليبقى السؤال مطروحا.. هل تلقى هؤلاء أوامر من أولياء نعمتهم ليتحركوا بهذه السلبية ضد النظام في هذا التوقيت بالذات، أم هو الحنين لعهد التوتير، والشقاق، والتفرقة الذي فرخ فيه البعض، وبات لا يستغني عنه لاستمرار وجوده..؟؟!!.