بعد أن أدركه الغرق، محسن ولد الحاج يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه (خاص)

بعد أن ضاق الخناق عليه، وبات محاصرا سياسيا، وأيقن أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز اتخذ قراره بالتخلص منه، بدأ رئيس مجلس الشيوخ محسن ولد الحاج محاولات خجولة لإظهار التعلق بالنظام، والدفاع عنه، ذارفا دموع التماسيح، وظهر ذلك في شكل بيانات يتيمة موقعة باسمه، يتبرأ فيها من تصعيد الشيوخ ضد الحكومة، ويؤكد ولد الحاج أن مجلس الشيوخ لم يتخذ قرارا بمقاطعة الحكومة، رغم أن تلك المقاطعة جاءت في بيان رسمي أصدره الشيوخ أنفسهم، ولم يعترض عليه رئيسهم إلا بعد مرور أسبوعين من صدوره، ضمن مساعيه لتدارك ما يمكن تداركه من ثقة الرئيس المنهارة فيه.

 المراقبون يرون أن محسن ولد الحاج تواطأ، أو لنقل صمت، ولم يعترض على الخطوات التصعيدية غير المسبوقة من قبل مجلس الشيوخ ضد النظام، بدء بالتصويت ضد التعديلات الدستورية، وليس انتهاء بالتصعيد ضد الحكومة، ووقف التعامل معها، والتحقيق في مزاعم بالفساد، لم ينبس ولد الحاج ببنت شفة، وبدا أنه يحاول إمساك العصى من الوسط، لا يريد أن يخسر ولاء زملائه في المجلس، كما يروق له الحفاظ على مكانته، وحظوته لدى النظام، وهو تكتيك لا مكان له في السياسة، فالسياسة مواقف، أو لا تكون، واليوم – وبعد أن أدركه الغرق- بطوفان مهرجان روصو المرتقب للنظام، بدأ محسن ولد الحاج يتلمس خطاه، بحثا عن طوق نجاة يبقيه على قيد الحياة سياسيا، وهو الذي يرى حبل المشنقة يلتف حول رقبته، والأكيد أن المسؤول الوحيد عن هزيمة النظام في روصو، وفقدانه للمناصب الانتخابية هو محسن نفسه، تماما كما هو مسؤول عن المصير الذي أوصل إليه نفسه، فمحسن لم يكن محسنا بالرئيس ولد عبد العزيز الذي منحه كل شيء، ويبدو أن صبر الرئيس على ولد الحاج قد نفد، وحانت لحظة الحساب العسير.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT