بعد خطاب استثنائي للرئيس، موريتانيا تدخل الصمت الانتخابي في انتظار كلمة صندوق الاقتراع (تقرير)

ألقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مساء اليوم الخميس 3 أغشت 2017 أكثر خطاباته حماسة، وحيوية منذ وصوله السلطة حتى الآن، فولد عبد العزيز تحدث بعفوية، وارتجال، ولكن بتركيز، ودقة، وبدا الرئيس واثقا من نفسه، ومصمما على الدفاع عن التعديلات الدستورية، بلغة سلسة مبسطة لم تغب عنها الحجج، ونالت المعارضة المقاطعة للاستفتاء حظها وافرا من انتقاد الرئيس، لم ينافسها في ذلك سوى مجلس الشيوخ الذي حل عليه غضب الرئيس منذ فترة.


 صحيح أن المفاجآت التي كان البعض يتوقعها لم تأت في خطاب اليوم، لكن لا يعني هذا أن الكلمة لم تتضمن بين ثناياها إشارات بالغة الأهمية، لعل أبرزها نفي ولد عبد العزيز القاطع، والواضح سعيه لمأمورية ثالثة، واصفا ذلك بأكاذيب المعارضة، وكان واضحا لعب الرئيس على وتر العواطف، عبر إحضار أبناء، وأحفاد شهداء الجيش الوطني، والعناية بهم، ودغدغة مشاعر المواطنين بالحديث عن الوطن، والعلم، والتضحية.

جماهير العاصمة لم تخذل ولد عبد العزيز، وحضرت بكثافة غير مسبوقة من مختلف المقاطعات، وكان لافتا بساطة الإجراءات الأمنية ظاهريا على الأقل، ويمكن وصف الخطة الأمنية التي اتبعتها السلطات لتأمين المهرجان ب"السهل الممتنع" فهي مبسطة، لكنها صارمة كذلك، وحاول ولد عبد العزيز تطمين الشعب بمستقبل زاهر، وأعلن الرئيس لأول مرة اكتشاف الغاز داخل البلد، لكنه طالب بالوقوف في وجه المعارضة المتطرفة، الافتراضية، المجرمة، التي تحاول تخريب البلد على غرار بعض البلدان العربية الأخرى.

ولد عبد العزيز رفض الإفصاح عن مضمون التسجيلات المنسوبة للسيناتور محمد ولد غده، لكن أبقى عنصر التشويق قائما بتأكيده على أمور خطيرة تضمنتها هذه التسجيلات، وإصراره على نشر ذلك خلال الأسابيع المقبلة،.. استعرض الرئيس إذا إنجازات حكمه في عدة مجالات، ودافع عن حكومته، وهاجم معارضيه، وبشر شعبه بمستقبل واعد، وحذره من كيد بعض المعارضين المخربين، ودعا بشدة للتصويت بنعم يوم السبت المقبل.

 انتهت كلمة الرئيس، وبعدها بساعات قليلة تدخل موريتانيا مرحلة الصمت الانتخابي، لتتجه الأنظار إلى صناديق الاقتراع لتبوح بسرها المنتظر، وتقول كلمتها الفصل، وهي كلمة – بغض النظر عن مضمونها- ستــُدخل موريتانيا مرحلة جديدة، وحاسمة من تاريخها الحديث.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT