رئيس الحزب الحاكم سيد محمد ولد محمد والفنانة المعلومة بنت الميداح
قالت الفنانة المعلومة بنت الميداح إن الملياردير محمد ولد بوعماتو منحها منزلا في تفرغ زينه، قد لا يبدو الأمر مثيرا للانتباه لو جاء في سياقه، (رجل أعمال ميسور يمنح هدية لفنانة) فالفنانون في هذا البلد تـُغدق عليهم الهدايا، ويملكون المنازل الفاخرة، والسيارات لمجرد أن ينشد أحدهم "بيت حرب" أمام كريم، تجيش مشاعره فيعطي عطاء من لا يخشى الفقر في لحظة انتشاء عابرة.
لكن هذا الكرم الحاتمي لولد بوعماتو تجاه بنت الميداح جاء متأخرا، وردة فعل، وليس مبادرة، ويذهب البعض لوصفه بعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، فكم من الفقراء في موريتانيا يحتاجون من يتصدق عليهم بثمن كسرة خبز، أو شربة ماء، التي يقل سعرها بكثير عن سعر علبة واحدة من سيجارة "مالبورو" التي ارتبط اسمها بولد بوعماتو.
وفي محاولة للحصول على منازل أخرى، قامت الفنانة بنت الميداح باستدرار جيوب الميسورين، واستنهاض مشاعرهم عبر مقارنتها لهدية ولد بوعماتو بهدية السلطة، وكأنها تقول بلسان حالها: من يستطيع أن يهبني أكثر، أو مثل ما وهبني ولد بوعماتو..؟!.
هي لعبة تجيد بنت الميداح لعبها منذ كانت مع حزب تكتل القوى الديمقراطي، حيث تؤكد مصادر من داخل الحزب أن ولد داداه كان يمنحها أكثر بكثير مما يعطي ولد الطايع للفنانين الداعمين له، لذلك بقيت في التكتل، وقد حاولت بنت الميداح "تسويق" نفسها للنظام، عبر طرق باب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، لكنها اكتشفت أن ولد عبد العزيز لا يشتري ولاء أحد بمنازل في تفرغ زينه، بل يركز على كسب ولاء عشرات الآلاف من فقراء شعبه بقطع أرضية مستصلحة في أحياء جديدة في العاصمة، والقضاء على العشوائيات، وهذه في النهاية حقوق للمواطنين، وليست "رشوة" لهم مقابل مواقف سياسية كما يفعل البعض.
لكن المفارقة التي تجاهلتها بنت الميداح، وولي نعمتها الجديد هي أن من لا يملك "منزلة" في نفوس شعبه، ومكانة لديه، لا ينفعه "منزل" حتى لو كان في تفرغ زينه، وإلا لما هرب ولد بوعماتو من منازله الفاخرة في بلده، واختار الإقامة في المدينة الحمراء "مراكش".