ما الذي يجري داخل المعارضة..؟ سؤال لم تعد تطرحه أوساط الأغلبية، بل يردده – وبكل استغراب، وإلحاح- أشد المعارضين للنظام راديكالية، فبعد سيدي علي بلعمش، الذي صب جام غضبه على قادة المعارضة، واتهمهم بالخيانة، والتآمر، ها هو رئيس حراك "محال تغيير الدستور" يقولها صراحة، .. لم نعد نثق في قادة المعارضة، ويذهب أبعد من ذلك للقول - تصريحا، أو تلميحا- إن الجماهير خاب أملها في زعماء المعارضة، ويمضي للقول إن المعارضة الموريتانية تستحق بجدارة لقب أفشل معارضة في العالم.
أوساط مقربة من النظام ترد باستهزاء بسؤال آخر على من يتهمون قادة المعارضة ب"التآمر" مع النظام، لتقول: ما حاجة نظام ولد عبد العزيز في عقد صفقات، أو تحالفات سرية مع معارضة لا يثق بعضها في بعض، ويخون بعضها بعضا، فمعارضة فشلت في تحقيق الحد الأدنى من الثقة في ما بينها، ليست جديرة بإغراء النظام لعقد "مؤامرة" معها !!
ما يجمع عليه الكل هو العجز في الأداء السياسي للمعارضة، والذي بات مـُلاحظا، ويتردد على ألسنة المعارضين أنفسهم، لكن أسباب فشل المعارضة في تحقيق أهدافها تختلف لدى البعض، فبعضهم يعزوا ذلك الفشل لعدم الاستعداد للتضحية، والرغبة في عدم إحراق مراكب العودة مع النظام، بينما يفسر آخرون عجز المعارضة بكل بساطة بإخفاقها في إقناع الشعب بمواقفها، وانكشاف خططها، خاصة تلقيها الدعم المالي القادم من خارج الحدود.