جهات بوزارة التهذيب تحول مدارس الامتياز إلى مدارس لـ"التميـيز" ح1

تعتبر مدارس الامتياز تجربة رائدة في موريتانيا، أثبتت نجاعتها، منذ تم تطبيقها مع وصول رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وساهمت هذه المدارس النموذجية في رفع نسب النجاح لدى التلاميذ، وخلق مدرسة تكون مثالا يحتذى لبقية المدارس العادية، وخلال السنوات الأولى لتطبيقها، ظلت مدارس الامتياز محافظة على المعايير التي تم تحديدها في اكتتاب تلامذتها، حيث تتم مسابقة مفتوحة أمام الجميع، وتكون النتيجة في النهاية ألا يدخل مدارس الامتياز إلا من هو "متميز" حقا، وقد أدى نجاح هذه التجربة إلى افتتاح المزيد من هذه المدارس.

 لكن هذه التجربة الرائدة، والأولى من نوعها في موريتانيا، بدأت تنحرف عن مسارها الذي حدده الرئيس ولد عبد العزيز، بل إن البعض يجزم بالقول إن مدارس الامتياز تتحول تدريجيا إلى مدارس لـ"التمييز" بدل الامتياز، حيث أصبحت جهات بوزارة التهذيب الوطني تتحكم في هذه المدارس، تـُدخل إليها من تشاء، وتمنع من دخولها من تريد، وتكون معاييرها طبعا بعيدة عن الشفافية، بل إن بعض مدارس الامتياز التي افتـُتحت مؤخرا لم يتم إجراء مسابقة أصلا لدخولها، وإنما تحكمت المحسوبية، والوساطة في ذلك، وهو ما أثار غضب سكان الأحياء التي افتـُتحت فيها تلك المدارس، وعبروا عنه في شكل احتجاجات في وجه وزير التهذيب الوطني خلال زياراته بمناسبة افتتاح العام الدراسي هذه السنة، والسنة الماضية، وكأنهم مواطنون أجانب، لاحق لهم في تدريس أبنائهم في مدرسة بـُنيت بحيهم، ويتم استجلاب تلامذتها من خارج المقاطعة، بل وحتى من خارج المدينة، ودون مسابقة !!

 هذه الظاهرة باتت تنذر بخلق شرخ اجتماعي، وزرع بذور الحقد، والكراهية بين المواطنين، نتيجة للحرمان، والإقصاء، وتؤكد مصادر (الوسط) أن السلطات العيا في البلد عازمة على تصحيح هذا الواقع، ومنع انحراف تجربة مدارس الامتياز الرائدة، وسيقوم موقع (الوسط) لاحقا بنشر تقارير عن مدارس الامتياز...، ما لها، وما عليها، حتى تظل التجربة إنجازا هاما يحسب لنظام الرئيس ولد عبد العزيز، الذي يسعى دائما لمعالجة الأخطاء، بدل التستر عليها، وحماية ممارسيها من لوبيات وزارة التهذيب التي تقاوم كل إصلاح، وتطوير.