علم (الوسط) من مصادره الخاصة أن حالة من الغليان الداخلي تسود أوساط عمال التلفزة الموريتانية، بعيد الإعلان عن إطلاق قناتين تلفزيونيتين، قناة ثقافية، وقناة رياضية، ويقول عمال "الموريتانية" – أو بعضهم على الأقل- إن إطلاق القناتين شكل مظهرا جديدا من مظاهر الزبونية، وفرصة حقيقية لجني الأرباح بالنسبة للقائمين على الموريتانية، حيث أسندت إدارة إحدى القناتين للصحفي المتنفذ، والمدير الفعلي لقناة الموريتانية – كما يسميه البعض- سيدي ولد النمين، وأطلق له العنان لاكتتاب من يشاء من العمال في القناة الجديدة، حتى من خارج الحقل الصحفي الرياضي، كما تحوم الشكوك حول العلاقة بين اتحادية كرة القدم، والقناة الوليدة.
وكان المراقبون قد استغربوا إطلاق قناتين جديدتين في موريتانيا، خاصة وأن الرياضة في موريتانيا لا تحظى بجمهور عريض، كما أن الدوري الموريتاني لا يتمتع بنسبة متابعة تذكر، تبرر تخصيص قناة للرياضة، أما الأجناس الرياضية الأخرى فلا تكاد تذكر في البلد، فضلا عن غياب البنية التحتية الرياضية بالشكل المطلوب.
أما الثقافة، فيرى البعض أن تخصيص قناة تلفزيونة لها هو قمة الترف الثقافي، فمجتمع لا يزال أطفاله يدرسون تحت الخيام، ويفترشون الأرض في قلب العاصمة انواكشوط، ولا يزال الكهرباء، وحتى الماء ينقطعان عن أرقى أحياء عاصمته، ولا تزال القمامة تغزو شوارعه، مجتمع هذا حاله، آخر ما يفكر فيه، ويهتم به هو قناة تلفزيونية "ثقافية"، أو رياضية، فالأولى تخصيص ميزانية القناتين للمجالات الحيوية ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطن.
لكن بعض المراقبين يرى أن إدارة قناة الموريتانية حاولت جاهدة الاستيلاء على قناة المحظرة من الإذاعة، باعتبار الاختصاص، وبعد فشل تلك المحاولات، تقرر تعويض ذلك الفشل بإطلاق قناتين تلفزيونيتين تابعتين لقناة الموريتانية.
نشير إلى أن القناة التعليمية التي أعلن عنها قبل ثلاث سنوات لم تر النور، وظلت حبرا على ورق، لتكتشف "الموريتانية" أن الثقافة، والرياضة أولى بالاهتمام من التعليم!!.
موقع (الوسط) سيتابع إرهاصات إطلاق هاتين القناتين، خاصة أن الإعلان عنه تزامن مع إسكات جميع القنوات التلفزيونية الخاصة في البلد، ليخلو ل"الموريتانية" وجه البث، وتعود البلاد بذلك لعصر الرأي الواحد في الإعلام السمعي البصري.