هل حاول ولد ابريد الليل مسك العصى من الوسط، وهل فهم النظام الرسالة ؟

بعد اعتكاف طويل عن الكتابة، وإبداء الرأي السياسي، أطل القيادي البعثي الأبرز، والسياسي المخضرم، والمفكر الكبير محمد يحظيه ولد ابريد اللييل بمقال مطول، تحدث فيه عن الواقع السياسي، والماضي القريب، والمستقبل المنظور، وعلى الرغم من أهمية مكانة ولد ابريد الليل، بل وقدسية آرائه لدى البعض، إلا أن مقاله الأخير اتسم بمواقف، وأفكار بدت للمتلقي العادي محاولة لتسجيل الحضور، والقول إن البعثيين لا يزالون هنا، وينتظرون من يعيد ليهم الاعتبار.

 

هاجم ولد ابريد الليل بشدة المعارضة، وحكم عليها بالفشل، وضيق الأفق، وغياب الرؤية، جازما بأنها لن تشكل أبدا خطرا على نظام ولد عبد العزيز، وحاول الرجل مغازلة النظام، مذكرا الرئيس ولد عبد العزيز بدعمه له بقوة إبان وصوله للحكم، ومؤكدا أن ذلك الدعم كان له ما يبرره، قبل أن ينتقل ولد ابريد الليل من السياسة إلى "التنجيم" وقراءة الطالع، والتنبؤ بما سيحدث، راسما صورة سوداوية لمصير النظام الحالي إن هو تجاهل نصائحه، وموحيا بأن نظام ولد عبد العزيز يحمل بذور فنائه بنفسه، وأكد ولد ابريد اللل في مقاله المذكور أن ولد عبد العزيز ارتكب أخطاء فادحة، تصل حد الغباء السياسي، واستطرد في هذه الفكرة، محاولا إثباتها، بمعطيات الساسة حينا، وبفرضيات التنجيم أحيانا أخرى.

وتأتي مقالة ولد ابريد الليل هذه على خلفية تصريحات مشهورة للرئيس محمد ولد عبد العزيز – خلال آخر مؤتمر صحفي له بالقصر الرئاسي- أكد فيها أن هناك جماعات ظلت تتحكم في الدولة، وتستغل الجيش لتحقيق مكاسبها، وتحميل مسؤولية الأخطاء للمؤسسة العسكرية، بينما تلك الجماعت المدنية المؤدلحة هي التي تـُنظر في الواقع، وتحكم، وتستفيد، وقد فهم الجميع أن ولد عبد العزيز كان يقصد تلك الجماعات التي يعتبر ولد ابريد الليل رائدها بلا منازع.

ويرى مراقبون أن نظام ولد عبد العزيز راهن على الشعب، واختار مخاطبته مباشرة دون وسيط، ورفع شعارات مبسطة، ولامس آمال، وآلام الفقراء، فنال بذلك دعم الشعب في عمومه، ولم يركن ولد عبد العزيز إلى اللوبيات، أو جماعات الضغط التي ظلت متحكمة في الدولة، سواء منها ذات البعد الأيديولوجي، او القبلي، أو السياسي.

 

فهل أراد ولد ابريد الليل أن يرمي بحجر في بركة السياسة الآسنة، أم أنه يريد إعادة تصويب البوصلة باتجاه البعثيين باعتبارهم جماعة ضغط لا يمكن تهميشها، ولا تجاوزها..؟؟؟.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT