موريتانيا: تحديات صعبة تواجه المعارضة، والنظام لحسم معركة العلم الوطني

عشية الذكرى 57 لعيد الاستقلال الوطني، تعيش موريتانيا حالة استقطاب، وانقسام غير مسبوقة حول الرموز الوطنية التي هي في العادة محل تقدير، واحترام من الجميع، فتحية العلم الوطني، والوقوف للنشيد الوطني مـُسلمات يـُجمع عليها الشعب عادة، إلا أن الأمر مختلف هذه السنة، فللمرة الأولى منذ الاستقلال، هناك شريحة معتبرة من الشعب الموريتاني لا تعترف بالعلم الوطني الجديد، وتسميه علم أحمر الشفاه"، وعبرت عن ذلك الرفض من خلال رفع العلم الوطني القديم فوق منازلها، في حين يحتفل المؤيدون للعلم الوطني الجديد برفعه لأول مرة يوم الثلاثاء المقبل تزامنا مع ذكرى الاستقلال.

 

وتطرح مسألة التعامل مع هذا الواقع تحديا صعبا، ليس فقط أمام النظام، وأنصاره، بل كذلك أمام المعارضين للتعديلات الدستورية الأخيرة، فبالنسبة للنظام لن يكون بإمكانه اعتقال كل مواطن يرفع العلم القديم، لأن ذلك قد يجر عليه غضبا شعبيا، بل قد لا تكون مخافر الشرطة كافية لحجز المئات، أو الآلاف من أنصار المعارضة الذين قد يعبرون عن معارضتهم برفع العلم القديم، كما أن ترك البعض يرفع ذلك العلم سيحدث فوضى، ويظهر البلد بعلمين وطنيين، وهو أمر غير مقبول.

 

أما بالنسبة للمعارضة الرافضة للعلم الجديد، فستجد نفسها في حرج شديد، فرفعها للعلم القديم على واجهة أحزابها، ومؤسساتها، قد يعرضها للمساءلة القانونية، ورفعها للعلم الجديد يعتبر اعترافا واضحا صريحا بنتائج الاستفتاء الذي قاطعته، وحاربته، ووصفته بغير الشرعي، وتبقى الأيام القليلة المقبلة كفيلة بكشف مسار الأحداث في موريتانيا، ومعرفة من سيحسم معركة العلمين.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT