ضمن الخطة الأمنية التي أقرتها السلطات العليا في البلد، تم تكليف قطاع الحرس الوطني بأكبر ولايات العاصمة انواكشوط، وأكثرها كثافة سكانية، حيث تضم مقاطعات: الميناء، عرفات، والرياض، وهي مقاطعات كانت إلى عهد قريب من أخطر مناطق العاصمة، حيث تنشط عصابات إجرامية تؤرق المواطنين، وتهدد أرواحهم، وممتلكاتهم، ومع مباشرة عمله في هذه الولاية المترامية الأطراف، استطاع الحرس الوطني الإيقاع بعصابات خطيرة، وأعاد عشرات السيارات المسروقة إلى أصحابها، وفرض الأمن في أحياء سكنية كانت تحت قبضة المجرمين في الليل، ويتبع الحرس الوطني خطة أمنية محكمة، لا تعتمد على الانتظار، وردة الفعل، بل تقوم على المبادرة، ومداهمة اللصوص في أوكارهم، وذلك عبر دوريات مسيرة، تجوب شوارع انواكشوط الجنوبية طوال الليل، وهو ما يجعل اللصوص مرتبكين، ولا يعرفون في أي شارع، أو زقاق سيصادفون عناصر الحرس الوطني، هذا فضلا عن الاستجابة الفورية لاتصالات المواطنين عند الحاجة.
وموازاة مع هذا الدور الأمني الكبير في الداخل، بات الحرس الوطني يساهم بفعالية ضمن القوات العسكرية، والأمنية الموريتانية المساهمة في حفظ الأمن في بعض الدول الإفريقية، حيث حصد هذا القطاع نصيبه وافرا من التطور الذي عرفته القطاعات العسكرية منذ وصول الرئيس ولد عبد العزيز للسلطة، وقد كان أداء الحرس الوطني مشرفا، وحصل على تهنئة، وتوشيح من مسؤولي الأمم المتحدة المكلفين بحفظ الأمن في المنطقة.
ومع وصول قائد ينتمي لهذا القطاع لقيادته لأول مرة (اللواء مسقارو ولد سيدي)، شهد الحرس الوطني تطورات ملحوظة، انعكست إيجابا، ليس فقط على أداء القطاع، وإنجازه للمهام التي توكل إليه، بل كذلك على صعيد العناية بأفراده، وعتاده، حيث اهتم القائد اللواء مسقارو ولد سيدي بدعم أفراد الحرس، سواء المحتاجين، أو المتقاعدين، أو حتى أسر المتوفين من هذا القطاع، وذلك عبر مناسبات متعددة كل سنة، وأظهر اللواء ولد سيدي حرصا واضحا على عتاد الحرس الوطني، وممتلكات القطاع، وهو ما جعله في جاهزية تامة على مدار الساعة، للتدخل في أية لحظة لفرض الأمن، ومكافحة الشغب، والفوضى، حيث ينجح في ذلك في المناطق التي يتدخل فيها.
ورغم أن قطاع الحرس الوطني هو أقدم قطاع عسكري وطني، حيث تأسس قبل أكثر من قرن من الزمن، إلا أن هذا القطاع يشارك اليوم الجيش الوطني أفراح ذكرى تأسيسه الــ57، فالجيش الوطني، والقطاعات الأمنية الوطنية كلها تقاتل تحت علم وطني واحد، ومن أجل هدف واحد، موحد.