تعتبر ولايتا الحوض الشرقي، واترارزه أكبر ولايات الوطن، من حيث عدد السكان، وللمفارقة فإن الوصول إلى عاصمتي هاتين الولايتين من العاصمة انواكشوط أمر بالغ الصعوبة، ومحفوف بالمخاطر، ورغم أن عاصمة اترارزه لا تبعد سوى 200 كلم من انواكشوط، إلا أن هذا الطريق بات عنوانا للمعاناة، ودليلا ماثلا على فشل السلطات في توفير ظروف نقل مقبولة إلى أقرب الولايات لانواكشوط، بينما يعد طريق الأمل الممتد 1200كلم من أقدم الطرق الوطنية، وتم إنجازه في عهد أول رئيس للبلاد، لكن بعد المسافة، وكثافة السكان، وتزايد حاجات المواطنين للعاصمة انواكشوط، عوامل كلها جعلت سكان الحوض الشرقي شبه معزولين، رغم وجود طريق معبد يربطهم بالعاصمة.
هذه المعاناة وحدت الحوض الشرقي، واترارزه خلف مطلب واحد، الأولى من أجل مجرد فتح المطار الموجود بالنعمه، وتسيير رحلة أسبوعية واحدة على الأقل إليه، والثانية من أجل ترميم بضع عشرات من الطريق، ورغم نجاح نظام ولد عبد العزيز في تشييد المئات من الكلمرات من الطرق، وبناء مطار أم التونسيي الدولي، إلا أن سكان أكبر ولايتين في البلد لا يزالون يعانون مع النقل، برا في اترارزه، وجوا إلى النعمه.
ويستغرب سكان النعمه كيف أن مطار مدينتهم لا يتم فتحه إلا خلال زيارة رئيس الجمهورية، ويتم إغلاقه فور إقلاع طائرة الرئيس، في حين أن مدينة ازويرات 700كلم من انواكشوط تستقبل عدة رحلات جوية أسبوعيا، وسكان ولاية تيرس الزمور بكاملها، أقل من سكان مقاطعة تنبدغه لوحدها، وهو ما أشعر سكان الحوض الشرقي بالغبن، والتهميش، رغم أن الجميع يستكثر عليهم انتماء الوزير الأول ‘لى ولايتهم في الغالب، ويمن عليهم ذلك، فأي نتيجة استفادها سكان هذه الولاية من تلك الميزة ؟؟.