سيدامين ولد احمد شالله
تحولت عيادة "سانروكي" بإحدى الجزر الإسبانية إلى مجحة لعشرات المسؤولين الموريتانيين، حيث يرقد مستشار الوزير الأول سيدامين ولد احمد شالله، ورغم نبل الهدف "ظاهريا"، والمتمثل في عيادة أخ، وزميل مريض، إلا أن زيارات هؤلاء المسؤولين إلى لاس بلماس باتت أقرب إلى عمل حق أُريد به باطل، ذلك لأن العشرات من أقارب هؤلاء المسؤولين يرقدون في مستشفيات انواكشوط، وبعضهم يــُشفى، وبعضهم يموت، دون أن يكلف أحد هؤلاء نفسه عناء زيارته، رغم قرب المسافة، بينما يتحمل تكاليف السفر إلى غسبانيا - على نفقته، أو نفقة تلك الجهة التي يهمه البعد الدعائي في المهمة- هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هؤلاء المسؤولين باتوا يستغلون مرض ولد احمد شالله - شفاه الله- لأغراض دعائية سياسية رخيصة، مستخدمين صور "سيلفي" يلتقطونها من أمام عيادة سانروكي بإسبانيا !!.
حيث يملؤون كل الفضاءات ضجيجا، بأن إرسال ولد احمد شا الله للعلاج في إسبانيا كان هدية كبيرة، ومنة، وتكرما، وفضلا، وبادرة طيبة، وخطوة إنسانية جبارة، ولفتة كريمة، وسابقة حميدة، ووووو ، وكل عبارات الاستغلال، وكأن هؤلاء يهتمون أكثر باستغلال هذه الخطوة لتحقيق مكاسب سياسية لأطراف في النظام، أعياها مؤخرا تحقيق تلك المكاسب، فراحت تبحث عنها من لاس بلماس، وعبر استغلال حالة إنسانية بطريقة مبتذلة.
ثم إن من حق أي مواطن تعرض لمرض خطير أن توفر له الدولة سبل العلاج في الخارج، وتؤجر له طائرة طبية خاصة لنقله، وليس ذلك فقط "منحة" خاصة لولد احمد شالله، فما قامت به الدولة في هذه الحالة واجبها، ولا شكر على واجب، كما أن عيادة المريض، والدعاء له بالشفاء هي في الأساس عمل إنساني، وسلوك إسلامي، وعرف اجتماعي، وليست وسيلة للكسب السياسي، على كل حال ما نقوله، وما نتضرع إلى الله العلي القدير أن يحققه هو: أن يعود الأخ سيدامين ولد احمد شالله سالما معافى إلى أسرته، ووطنه، وأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل، ويحفظه من هذه الوعكة الصحية، ويحفظه كذلك من جشع البعض، واستغلاله لحالته الإنسانية، فالبعض بات يسيس كل شيء حتى المرض، ويبقى الجميع يتساءل: متى سيجد ضحايا حوادث السير على طريق الأمل، ومرضى الملاريا في الداخل سيارات إسعاف لنقلهم إلى أقرب مستشفى، وليس طائرات طبية مستأجرة للنقل إلى الخارج ؟؟.