تعتمد عمليات إصلاح، وتطوير الأحزاب السياسية، والمؤسسات بشكل عام على إحدى طريقتين، إما البداية من القمة إلى القاعدة، أو من القاعدة إلى القمة، فإذا كان الخلل في القيادة، والقمة تتم المبادرة إلى تنحية القائد، قبل الذهاب إلى القاعدة لتنقيتها، وإذا كانت القيادة جيدة، وقادرة على مسايرة الإصلاح، والتطوير، حينها يكون التركيز على القاعدة، لتتم تنقيتها من كل الأخطاء، وإصلاح اختلالاتها، ورغم الحملة الشرسة التي تعرضت لها قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مؤخرا، وتحديد البعض تواريخ زمنية معينة لإزاحة رئيس الحزب، إلا أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز كان له رأي آخر، وفلسفة أخرى في إصلاح حزبه، ووضع ولد عبد العزيز أصبعه على الجرح، بعد أن شخص الخلل، فاختار العمل مع قيادة الحزب لإصلاح قواعده، وتحديث مؤسساته.
وقد شكل ولد عبد العزيز لجنة لذلك الغرض، تعمل بالتنسيق مع رئيس الحزب، واختارت اللجنة بدورها أسلوب التشاور، وقررت الاطلاع على رأي مختلف هيئات الحزب، ومنتخبيه في البرلمان، لتكون خطة الإصلاح المنشود وليدة نقاش داخلي، وليست مفروضة من خارج هياكل الحزب، وتنتظر القواعد الشعبية للحزب الحاكم ما سيتمخض عن عمل اللجنة الفنية، وسط توقعات بأن يكون التحول عميقا، والإصلاح جذريا، والقرارات مصيرية بالنسبة لمستقبل الحزب.
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""