مسؤوولو المنظمة خلال المؤتمر الصحفي (الصورة للأخبار).
عقدت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الإثنين 12 فبراير مؤتمرا صحفيا بانواكشوط، لاستعراض تقرير أعدته عن وضعية حقوق الإنسان في موريتانيا، وقد تميز المؤتمر بمفارقات غريبة، كما تضمن الإيجاز الصحفي الذي وزعته المنظمة تناقضات واضحة، وتحاملا على موريتانيا كبلد، وتزويرا فاضحا لتاريخ، وثقافة الشعب الموريتاني، هذا فضلا عن التدخل السافر في أدق الشؤون الداخلية لموريتانيا، وتحريض فئة اجتماعية على مكونات أخرى، وإذكاء النعرات الطائفية، وسنبين ذلك في ما يلي، اعتمادا على ما كتبته منظمة هيومن رايتس ووتش نفسها، ولن نأتي بشيء من عندنا.
أولا: قال مسؤولو "هيومن رايتس ووتش" إنهم يتحدثون في مؤتمر صحفي، وأن الأولوية فيه للصحفيين، فلماذا حضر بيرام ولد اعبيدي أصلا، وبأي صفة يحضر مؤتمرا مخصصا للصحفيين..؟؟، ثم لماذا تمت معاملة بيرام بطريقة خاصة، ومنح مقعدا خاصا ليجلس بشكل متميز عن جميع الحاضرين،؟؟، والسؤال الأهم كيف تسكت منظمة تدافع عن حرية التعبير على اعتداء عناصر بيرام على صحفي لمجرد أنه طرح أسئلة بطريقة لا تعجب بيرام ؟؟!!.
لقد تضمن الإيجاز الصحفي الذي وزعته "هيومن رايتس ووتش" انحيازا واضحا في العديد من القضايا الموريتانية الداخلية، فمثلا تجزم المنظمة بأن "لحراطين" يشكلون غالبية الشعب الموريتاني، كما تؤكد المنظمة أن أصولهم ليست عربية، وهذه المعطيات تعبر عن وجهة نظر حركة "إيرا" وحدها، وليست معطيات علمية، ثابتة، بدراسات موضوعية.
اختارت المنظمة لإيجازها الصحفي الصادر باللغة العربية عنوان:"موريتانيا.. حقوق تحت الخطر.. قيود على الأنشطة المناهضة للتمييز، وقضايا حساسة أخرى" وتتجاهل المنظمة في تقريرها الخطوات التي حققتها موريتانيا في مجال حقوق الإنسان، وتقول المنظمة إن تلك الخطوات تم تقويضها بالقمع الذي يمارسه النظام ضد من يخالفه، واستشهدت بمنع منظمات غير مرخصة من تنظيم مسيرات، ومؤتمرات، والحصول على التمويل الخارجي، وأكدت المنظمة أن النظام الموريتاني شرع ما بين 1989 و 1991 عمليات إعدام للزنوج، وانتهاكات فظيعة، وتجاهلت المنظمة في المقابل ما تعرض له مواطنون موريتانيون من غير الزنوج من إعدام، وتنكيل في موريتانيا، وفي السينيغال.
كما قدمت المنظمة في تقريرها معلومات مغلوطة، بل وملغومة عن الشعب الموريتاني، وتاريخه، ومن يقرأ التقرير، والإيجاز الصحفي يخرج بانطباع واضح راسخ مفاده، أن منظمة هيومن رايتس ووتش تريد أن تقول للزنوج إن الدولة الموريتانية مارست ضدكم إعدامات، وفظاعات، وعليكم أن تنتقموا، وتقول للحراطين: أنتم تشكلون غالبية الشعب، وعليكم التحرك للحصول على غالبية الموارد، والامتيازات، أما البيظان فأنتم أقلية تمارس الهيمنة على الأكثرية... هذه هي الخلاصة التي حاولت المنظمة تأكيدها بكل الطرق.