لهذه الأسباب لن يوقف ولد عبد العزيز المطالبين بمأمورية ثالثة

على الرغم من أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز لم يقل يوما - تصريحا، ولا تلميحا- إن لديه طموحا في الترشح لمأمورية ثالثة سنة 2019، بل ظل يؤكد في أكثر من مناسبة احترامه للدستور في هذا المجال، إلا أن البعض ظل دائما يعاني من هاجس متخيل، لا وجود له إلا في ذهنه، ولم تأت مجلة "جون آفريك" بجديد، في مقابلتها الأخيرة مع رئيس الجمهورية، حيث كرر ولد عبد العزيز هذه الحقيقة من جديد، لكن البعض يأخذ على ولد عبد العزيز سماحه لبعض أنصاره بتنظيم مبادرات، ووقفات، ومسيرات مطالبة بترشحه لمأمورية ثالثة، بل ويأخذ بعضهم على الرئيس توقفه عند العشرات من المواطنين على طريق المطار طالبوه بالترشح للرئاسة مجددا، ويمكن الرد على هؤلاء المنتقدين بما يلي:

أولا: خلال السنوات القليلة الماضية كانت أطراف معارضة تنظم المظاهرات، والمسيرات الأسبوعية في انواكشوط، وغيرها للمطالبة برحيل ولد عبد العزيز عن السلطة، علما أنه رئيس منتخب من الشعب، ولم تنته مأمورية حكمه، وكان ولد عبد العزيز يسمح للمعارضة بالتظاهر للتعبير عن هذا المطلب غير الشرعي، والمخالف للدستور، الذي لا يجيز الإطاحة برئيس الجمهورية إلا عبر الانتخابات، وليس الثورات، فلماذا لا يعترض المعترضون اليوم على مسيرات الرحيل تلك، والتي اعترف أصحابها لاحقا بأنها كانت خطأ سياسيا فادحا ؟؟

ثانيا: الدستور لا يحرم على المواطنين التعبير عن آرائهم، ومواقفهم مهما كانت، فالدستور يمنع الرئيس من الترشح لمأمورية ثالثة، لكنه لا يمنع المواطنين من التعبير عن تعلقهم برئيس الجمهورية، وبين مواقف الرئيس، ورغبات المواطنين فرق قانوني، ودستوري، ونحن نشهد المظاهرات في انواكشوط للتضامن مع محمد مرسي، وحركة الإخوان المسلمين، والغوطة الشرقية، ونظام قطر، فلماذا يضيق البعض ذرعا بتظاهر المواطنين دعما لرئيس يعتبرون أنهم لم يجدوا أفضل منه، ولا يرون بديلا عنه حاليا ؟؟؟!.

ثالثا: أما بخصوص توقف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لتحية مواطنين تجمعوا على طريق المطار لمطالبته بالترشح مجددا، فكل من يتابع نهج ولد عبد العزيز لا يستغرب هذا التوقف، فنحن كصحفيين خلال تغطياتنا لزيارات ولد عبد العزيز للداخل، وللعاصمة نلاحظ اهتمامه الكبير بالمواطنين، حيث يصطف الوزراء، والعـُمد، وكبار المسؤولين في طابور لاستقبال ولد عبد العزيز، لكنه عندما يترجل من سيارته يفضل التوجه إلى المواطنين المتجمعين لاستقباله أولا، قبل أن يعود للسلام على مستقبليه من الرسميين، وهي عادة لم يسبقه إليها رئيس، وخرق لابروتوكول الزيارات الرئاسية المتعارف عليه، وفي بعض الأحيان يكون هؤلاء المواطنون يحملون لافتات معارضة للرئيس، أو مطالبة بتوفير الخدمات العمومية، ومع ذلك يحرص على الاستماع إليهم، ومن هذا المنطلق جاء توقفه عند تجمع طريق المطار المطالب بمأمورية ثالثة، فمجرد تجمع المواطنين أمام الرئيس يجعله لا يتجاهلهم، بغض النظر عن مطالبهم.

وعموما، فإنه لا ينبغي للمعارضة أن تضرب كفا على كف فرحا، وابتهاجا بإعلان الرئيس ولد عبد العزيز أنه لن يترشح للرئاسة السنة المقبلة، فذلك لا يعني - بالضرورة- أن مرشحا للمعارضة قد حسم الفوز بمنصب الرئيس، كما لا ينبغي لأنصار ولد عبد العزيز أن ييأسوا، أو يقنطوا من استمرار نهجه في حكم البلد، وتسيير موارده، وبين هذا، وذاك قوام، ومسافة يتجاهلها البعض خطا، أو غباء سياسيا، والخطأ الأكبر الذي يقع فيه معارضو ولد عبد العزيز، وبعض أنصاره على السواء هو تقاتلهم على جلد الأسد، والأسد لا يزال حيا يرزق، ويحتفظ بكامل أوراقه !!!.

من صفحة الأستاذ، والصحفي: سعدبوه الشيخ محمد على فيسبوك.

 

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT