تميز حفل افتتاح الأيام التشاورية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية مساء اليوم الجمعة، تميز بكلمة، وخطاب لافتين، الكلمة لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، الذي أطل على الجماهير، مشكلا مفاجأة سارة بالنسبة لهم، وتفاعلوا بحماس مع كلمته العفوية، والمرتجلة، والتي حملت رسائل بالغ الأهمية بالنسبة للمشهد السياسي في البلد، لعل من أهمها دعم ولد عبد العزيز القوي لحزبه، وتوجيهه أنصاره للانخراط بقوة في حملة الانتساب المقررة، والرسالة الثانية هي أن نظام ولد عبد العزيز مستمر في السلطة، ولن يسمح للمعارضة بحكم البلد.
مضامين كلمة رئيس الجمهورية بروحها، ومعناها كانت قد وردت في الخطاب الرسمي الافتتاحي للأيام التشاورية، الذي ألقاه رئيس الحزب الأستاذ سيدي محمد ولد محم، حيث أجاب عن الأسئلة الكبرى، المتعلقة بهدف هذه الأيام التشاورية، ومستقبل الحزب، وقدم ولد محم خلاصة موجزة للمكاسب التي حققتها البلاد في ظل حكم الرئيس ولد عبد العزيز، في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والأمن ومكافحة الإرهاب، وتسوية الإرث الإنساني، والمكاسب الدبلوماسية، والوقوف في وجه دعوات التفرقة، والعنصرية، وعرج ولد محم على الاستفتاء الشعبي الأخير، وأهمية ما أحدثه من مكاسب تعزز الحياة الديمقراطية في البلد.
كما تطرق ولد محم للشأن الحزبي الداخلي، قائلا إن الحزب استطاع تحقيق مكاسب سياسية، وانتخابية كبيرة، رغم إكراهات التأسيس، وشراسة خصم مستعد لأن يكون أي شيء سوى أن يكون معارضة ديمقراطية، مؤكدا أن حزبه لديه حضور في جميع التراب الوطني، وفاز بأكثر من نصف أعضاء الجمعية الوطنية، وفاز ب141 مجلسا بلديا من أصل 2018.
ورغم هذه المكاسب - يضيف ولد محم- كانت إرادة رئيس الجمهورية، وعنايته الفائقة بتطوير الحزب، لذلك قرر إنشاء هذه اللجنة، كرسالة منه بأن إكراهات الموقع الدستوري كرئيس للجمهورية، ومهامه الجسيمة لن تثنيه يوما عن لعب دوره بوصفه الشخصية المرجعية الأولى للحزب، وكانت عبارات ولد محم قوية في دلالتها، واضحة لا تحتمل التأويل، عندما تحدث عن الرئيس ولد عبد العزيز قائلا:" أتقدم بجزيل الشكر والعرفان بالجميل لرئيس الجمهورية على حسن قيادته، وحكيم توجيهه، ومتانة عهده، وجميل صـُحبته".
واختتم ولد محم خطابه بفقرة اعتبرها الحاضرون قمة في التواضع، وتحمل المسؤولية، عندما تقاسم الإنجاز مع مناضلي حزبه، بينما تحمل المسؤولية شخصيا عن أي إخفاق قد يكون حدث، وبالمجمل، شكل خطاب ولد محم - الذي افتتحه بئايات من القرآن الكريم-، شكل مرافعة، حملت بلاغة الخطيب المفوه، ومنطقية المحامي، وواقعية السياسي- هكذا وصفها معظم الحاضرين-.