هكذا أفرغوا عملية الانتساب من محتواها !!

مع انطلاق حملة الانتساب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، تخوف البعض من ضعف الإقبال على حملة الانتساب بسبب الظرف الزمني الصعب، لكن هاجس الإقبال سرعانما تبدد، بفعل الطوابير الكبيرة الممتدة طوال ساعات اليوم، وحتى ساعات متأخرة من الليل أمام مكاتب الانتساب، ومع مرور الوقت، بات حجم المنتسبين يشكل ضغطا على اللجان، وبلغ عدد المنتسبين رقما فلكيا لم يتوقعه أفضل المتفائلين، حيث تجاوز المليون منتسب.

لكن هذه الصورة الوردية تخفي وراءها أمورا في غاية السلبية بالنسبة لمستقبل الحزب، فقد حول العديد من أنصار النظام عملية الانتساب للحزب إلى عملية للتنافس الشخصي بينهم، وبات الانتساب يعبر عن الولاء لهذا الوزير، أو ذاك النائب قبل أن يكون قناعة حزبية، وحرص البعض على تضخيم حجمه السياسي من خلال الانتساب، وتصدرت عناوين من قبيل :"حلف الوزير الأول يكتسح المقاطعة كذا، ووزير المالية يفرض قبضته على مقاطعة كذا، والنائب الفلاني يتصدر المشهد في مقاطعة كذا... وهكذا" بينما لم يهتم هؤلاء بإنجاح عملية الانتساب لتعبر عن قناعة المنتسبين، بقدر اهتمامهم بحصد الوحدات، والتباهي بذلك في تطبيق لمبدأ الكم على حساب الكيف.

والمفارقة أن بعض هؤلاء لم يستطع الحصول على منصب عمدة بلديته في آخر انتخابات، بينما يدعي اليوم أنه فرض قبضته على المقاطعة كاملة من خلال عملية الانتساب، في مفارقة تعكس مغالطة لرئيس الجمهورية، وخداعا له، فالجميع يعرف كم صوت لرئيس الجمهورية في المأمورية الأولى، والثانية، ومن صوتوا في الاستفتاء الأخير، والجميع أقل بكثير من أعداد المنتسبين اليوم للحزب الحاكم ما يعني أن في الأمر ما يقال، فهل سار الانتساب وفقا لما يريده رئيس الجمهورية، أم أن حرص البعض على تثبيت أقدامهم في المشهد السياسي ولو بشكل زائف كان أهم عندهم من إنجاح عملية إصلاح الحزب وتطوير هيئاته ؟!.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT