لم يكن السيد محمد ولد اسويدات معروفا في الأوساط الإعلامية، والسياسية على نطاق يذكر حتى يوم تعيينه أمينا عاما لوزارة الداخلية، في خطوة شكلت مفاجأة صادمة حتى لولد اسويدات نفسه، الذي لم يكد يصدق الخبر، ذلك لأن طابور الإداريين المدنيين من أصحاب الكفاءة، والتجربة طويل ممن كانوا مؤهلين لشغل هذا المنصب، وإذا كان تعيين ولد اسويدات في هذا المنصب شكل تحديا شخصيا له، بحكم حجم وزارة الداخلية، وتشعب مهام الأمين العام لها، إلا أن اللجنة العليا التي شكلها رئيس الجمهورية لتطوير أداء الحزب الحاكم قررت أن تضح حملا ثقيلا على ولد اسويدات، وقذفت به إلى الواجهة الإعلامية، بصفته مسؤول الإعلام في هذه اللجنة، وهي المهمة التي بدا عجز الرجل عن القيام بها واضحا منذ التحضير للأيام التشاورية، وتجلى العجز أكثر خلال حملة الانتساب، ولولا تدخل، ومساعدة شخصية مقربة من رئيس الحزب، تتمتع بعلاقات واسعة في الوسط الإعلامي لما حظيت أنشطة اللجنة العليا بأي تغطية تذكر في الإعلام، ذلك لأن ولد اسويدات لا علاقة له بالإعلام وأهله، ولا خبرة لديه في فن التواصل والعلاقات العامة.
منذ بداية الانتساب، لم تنظم اللجنة العليا سوى مؤتمر صحفي يتيم، لم يتحدث فيه مسؤول الإعلام ولد اسويدات للمفارقة، وبيان واحد أو بيانين، وتمت تغطية ذلك بجهود شخصية من شخصية ناشطة في المجال الإعلامي لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية منذ فترة، بينما معظم الفاعلين في الحقل الإعلامي لا تربطهم أي صلات برئيس اللجنة الإعلامية السيد محمد ولد اسويدات، ويرى البعض أنه كان على ولد اسويدات أن يعتذر عن مسؤولية اللجنة الإعلامية، ويختار لجنة النقل، أو اللجنة المالية مثلا، ليس فقط من أجل مصلحته الشخصية، بل كذلك من أجل الحرص على الصورة الإعلامية لعملية الانتساب، ولعملية إصلاح الحزب برمتها، لكن ولد اسويدات بدا كمن تم رميه في البحر، وهو لا يعرف السباحة، ومع ذلك تم منعه من اصطحاب طوق نجاة، فاختار الوقوف على الشاطئ، حتى لا يغرق، وبذلك بات الجانب الإعلامي للجنة العليا شبه معطل، فهل ستواصل تلك الجهات الخاصة إسعاف ولد اسويدات لمساعدته في هذه المهمة الحساسة، ام أن الرجل سيمكن من الوسائل المادية التي تسمح له بالنهوض بدوره، أم أن الجانب الإعلامي لا يحظى أصلا بأهمية تذكر عند اللجنة العليا المكلفة بتطوير أداء الحزب الحاكم، ولذلك أسندته إلى شخصية غير معروفة، ولم تخصص له أي مقدرات مالية، والأهم منه عندهم هو جانب الصفقات، والإنفاق، والاكتتاب ؟؟؟!!!. ما يلاحظه المراقبون هو حماسة ولد اسويدات واندفاعه لإنجاح مهمة اللجنة العليا المكلفة بإصلاح الحزب الحاكم، لكن السؤال المطروح.. هل يحاول بعض أعضاء اللجنة العليا النافذين إحراج ولد اسويدات، وإظهار عجزه عن القيام بمهمة الإعلام، عبر تجفيف منابع أي دعم مالي له، خاصة وأن هذا العضو المتنفذ في اللجنة العليا هو خصم سياسي لولد اسويدات في ولاية لبراكنه...؟؟؟!.