موريتانيا.. تطبيع الإضراب، والضحية المواطن البسيط !

تعيش العاصمة انواكشوط منذ أسابيع على وقع إضرابات عمالية، وطلابية، شلت العمل في العديد من المرافق الحيوية، فمن طلاب الجامعة، إلى أساتذتها، مرورا بالأطباء والأخصائيين، وانتهاء بالتجار في سوق المواد الغذائية الأكبر في العاصمة، تعددت الإضرابات، وتنوعت المطالب، وما يخشاه المواطنون هو ظاهرة "تطبيع" الإضرابات، بمعنى أن يصبح الإضراب أمرا عاديا جدا، لا يحرك ساكنا، ولا يستدعي فتح أي تفاوض من قبل الجهات الحكومية المعنية، خاصة وأن الحكومة ما فتئت تؤكد أن الإضراب، والتظاهر السلمي هما مظهران من مظاهر الانفتاح، وحرية التعبير التي يعيشها البلد، وبين إصرار المضربين - على اختلاف مجالاتهم- على تحسين أوضاعم، وتجاهل الحكومة لإضرابهم يبقى المواطن الضحية المنسية على ما يبدو، فبدل البحث عن سـُبل لإنهاء الإضرابات، ومنع تكرارها، باتت الحكومة تستغل هذه الإضرابات للدعاية بوجود الحريات الفردية والعامة.

نشير إلى أن الأطباء والأخصائيين دخلوا في إضراب على عموم التراب الوطني منذ أكثر من أسبوع، ويهددون بتصعيده، ومع ذلك لم تجد الحكومة في الأمر ما يستحق التفاوض معهم حتى الآن، باستثناء لقاء جمع ممثليهم اليوم الجمعة بوزير الصحة انتهى بفشل ذريع، ووصفه الأطباء بأسوأ لقاء جمعهم بوزير الصحة !!.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT