دخل المنمون في موريتانيا مرحلة حرجة ببلوغ فصل الصيف ذروته، وتفاقم الجفاف، ونفوق المواشي، وارتفاع أسعار الأعلاف، حتى بات الإنفاق على البقر أصعب من الإنفاق على البشر، ووسط هذا الواقع الأليم تقول الحكومة إنها تعمل ما بوسعها لمساعدة المنمين، وتحمل بعض الجهات مسؤولية تضخيم الوضع، والمبالغة في الحديث عن الجفاف، في حين تبدو المعارضة معنية باستغلال هذا الواقع المأساوي، إلم يكن لمساعدة المنمين فلإحراج النظام، وهو هدف لا يقل أهمية بالنسبة للمعارضة.
رئيس حزب التكتل أحمد ولد داداه كان أطلق نداء استغاثة للمنظمات الدولية، والدول لمساعدة موريتانيا في هذه السنة الشهباء، بينما لا يبدو المنتدى مستعدا لتفويت فرصة الجفاف قبل أن يسدد انتقادات حادة للنظام، وفي الميدان يقاسي المنمون واقع الجفاف بشكل ملموس، فأعلاف الحيوانات مفقودة، وإن وُجدت فأسعارها غالية تفوق قدرتهم الشرائية، وما تبيعه الحكومة من أعلاف بأسعار أقل يشوبه سوء التوزيع والفساد، ويستزف وقت المنمي ولا يحصل على ما يكفي لسد رمق جزء يسير من المواشي للمنمي الواحد، وتبقى عيون، وقلوب المنمين معلقة بالسماء في انتظار غيث يهطل قبل أوانه، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ثروة حيوانية مهدورة.