في هذه لم تخطئ الموريتانية..
تعتبر الأمثال الشعبية تراثا وطنيا، بالمعنى الشامل للكلمة، شأنها في ذلك شأن الفولوكلور،فموريتانيا بالفعل بلد متعدد القوميات، والثقافات، وذلك التعدد يعتبر مصدر ثراء، لا عامل تفرقة، فالأمثال الشعبية الوطنية، سواء كانت بالحسانية، أو البولارية، أو الولفية، أو السونوكية كلها تراث ثقافي وطني، ومن حق وسائل الإعلام الوطنية أن تتناولها، وتبرزها، بغض النظر عن لغتها، فالجميع داخل تحت مظلة موريتانيا، فلو بثت وسائل الإعلام برنامجا بعنوان يعكس حكمة سونوكية، أو بولارية لا يعد ذلك عنصرية، فكل الأشكال التعبيرية المنطوقة، والتي تختزلها الذاكرة الشعبية للشعب الموريتاني هي ثقافة وطنية، لذلك فإن وزارة الثقافة ترعى وتدعم مهرجانات الشعر العربي الفصيح، وتهتم بالشعر الحساني، وتدعم مهرجانات الثقافة السونوكية، وغيرها من اللهجات الوطنية، ثم من قال إن "اتبيظين" كمفهوم خاص بشريحة البيظان ؟؟.
"اتبيظين" مفهوم واسع، يعبر عن سعة الباع، ورحابة الصدر، وبرودة الأعصاب، وهي صفات يمكن أن نصف بها غير الموريتاني، ف"اتبيظين" مثل "اديمين"، و"اتشركي".. لا يعبر عن شريحة معينة، بقدرما يعكس مفهوما عاما، لا نقول ذلك دفاعا عن قناة الموريتانية، بل من باب وضع الأمور في نصابها، ومنعا لتحريف الكلم عن مواضعه، ووقوفا في وجه من يترصدون الفرصة لصب الزيت على نار العنصرية، والنفخ فيها، وإذكاء النعرات الفئوية البغيضة.
والمفارقة هنا ان من تصدوا للهجوم على "اتبيظين" ليسوا من الفئات الوطنية الناطقة بلهجات غير عربية، وكان عليهم أن يدعوها حتى تقع، وإذا ما طبقنا مفهوم هؤلاء للوطنية، والعنصرية، فإن على قناة الموريتانية أن تتوقف عن بث نشرة بالعربية، أو البولاريةن او السونوكية، أو الولفية، لأن تلك النشرات تعتبر عنصرية، لأن كل نشرة موجهة لشريحة واحدة من المجتمع، وعلى الموريتانية أن تبث نشرة مشتركة كل كلمة فيها تضم جزء من اللهجات الوطنية كافة!!.
من صفحة الأستاذ: سعدبوه ولد الشيخ محمد