انتهاء الهدنة في لبراكنه، وأنصار النظام يعودون للتقاتل مجددا

تصاعدت من جديد وتيرة الصراع السياسي بين الحلفاء الأعداء من أنصار النظام في ولاية لبراكنه، وارتفعت مجددا نبرة السجال بين الحلف الوزاري - كما بات يمسى-، وحلف الفريق محمد ولد مكت، وعاد الطرفان للتنابز بالألقاب، وسادت لغة الشتم والسب، والتقزيم، والتضخيم معسكري الفريقين، وذلك بعد نحو شهر من هدنة دخلها الطرفان مكرهين، غير طائعين - على ما يبدو-، بعد أن بلغ الصراع بينهما أوجه، وكانت وسائل إعلام، وونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الصالونات السياسية قد تداولوا أخبارا عن انزعاج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وقائد أركان الجيوش من صراع الحلفاء في لبراكنه، والزج بالجيش في أتونه، وسرت أنباء عن تعليمات صارمة من رئيس الجمهورية للجميع بضرورة الهدوء، وضبط النفس، والتوقف عن الشحن المتبادل.

وبالفعل دخل الجميع في هدنة بدت علاماتها واضحة للجميع، وتوقفت المنابر الإعلامية التابعة لكل طرف عن مهاجمة الطرف الآخر، بل قيل إن الوزير ولد اجاي استعان بقائد أركان الجيوش لاسترضاء الفريق ولد مكت، وأتاه معتذرا، والتزم بالتوقف عن مساره السابق، ومحاولاته التغول على مناطق نفوذ الفريق مكت التقليدية، واليوم،- وبعد نحو شهر من ذلك، يبدو أن مفعول تدخل الرئيس على الطرفين قد انتهى، ونهض الحلفان (المدني، والعسكري) مجددا، بعد فترة تخدير قصيرة، ليعود الصراع سيد الموقف، وقوده السجال بشأن تنصيب الوحدات القاعدية للحزب، ويرى مراقبون أن أنصار النظام في لبراكنه وصلوا درجة من الاقتتال لم تعد معها محاولة إعادة تهيئتهم لينسجموا في نسق واحد ممكنة، وتبدو خيارات الرئيس ولد عبد العزيز منحصرة في خيارين لا ثالث لهما:

الخيار الأول أن يمسح الرئيس طاولة لبراكنه بالكامل، ويبدل الوجوه السياسية التي كانت سببا في المشكل، بمدنييها، وعسكرييها، ويأتي بطاقم جديد من غير أصحاب السوابق، في محاولة لجمع شتات أنصار النظام في هذه الولاية الكبيرة، بعد أن تفرقوا إربا، وتشتتوا بفعل الصراع بين القطبين، والخيار الثاني أن يترك الرئيس المشهد على ما هو عليه، مع محاولات للحلول المؤقتة الشكلية، وفي هذه الحالة سيدخل النظام الانتخابات في لبراكنه بمشهد مقسم، تطبعه الصراعات والتناحر بين أنصار النظام، والأخطر في هذا الاحتمال أنه سيعطي صورة بالغة السلبية لأنصار النظام في جميع مناطق الوطن، ويضرب جهود خلق حزب سياسي منسجم ومتماسك في الصميم... ويبقى الجميع في انتظار أن يمس الرئيس أي أذنيه أقرب.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT