يتواصل النزيف السياسي الحاد الذي يشهده حلف الوزير الأول يحي ولد حدمين على مستوى ولاية الحوض الغربي، وخاصة مقاطعتي لعيون، وكوبني، فخلال أسبوع واحد قفز من سفينة ولد حدمين الغارقة سياسيا أبرز ركابها في المنطقة، فقد أعلنت الجماعة السياسية الوازنة المحسوبة على اللواء محمد ولد شيخنا قائد أركان رئيس الجمهورية انسحابهم من جناح ولد حدمين، في تجمع كبير أقاموه بمنزل الإطار البارز، ومستشار رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم الدكتور حمودي ولد شيخنا، وبحضور أبرز أقطاب حلف اللواء مسقارو ولد سيدي ولد اقويزي قائد أركان الحرس الوطني، وقد حصل (الوسط) على معلومات موثوقة تؤكد أن الوزير الأول أصيب بصدمة كبيرة جراء هذا الانسحاب، وحاول جاهدا تدارك الموقف دون جدوى، وفشلت ضغوط الوزير الأول، واتصالاته مع الوزيرة السابقة نبقوها بنت اتلاميد، وحمودي ولد شيخنا، ومقربين من اللواء محمد ولد شيخنا، فشلت كلها في ثني هذه الجماعة الوازنة عن إمضاء ورقة الطلاق السياسي البائن مع الوزير الأول، بعد أن ملوا وعوده العرقوبية، خاصة وأن هذه المجموعة تضم كوادر بارزة، وكفاءات مهنية ظل الوزير الأول يماطل في تلبية أبسط مطالبها.
ولم يكد معسكر ولد حدمين يمتص صدمة مجموعة تنحماد التي حجبت الثقة سياسيا عن الوزير الأول، ودعمت منافسيه، حتى جاءت الضربة القاضية على يد الأمين العام لوزارة الداخلية الأسبق المهندس باب ولد بو ميس، الذي اكتشف - كما اكتشف غيره- أن الرهان على التنسيق السياسي مع الوزير الأول رهان خاسر، فقرر مع مجموعته النشطة سحب دعمهم له، ودعم الحلف الذي اكتشفوا أنه يتعزز باطرادن ويستقطب يوما بعد يوم فاعلين سياسيين جددا، الحلف الذي يضم أبرز ممتهني السياسة الأصليين بمقاطعة لعيون، وكوبني، حلف اللواء مسقارو ولد سيدي ولد اقويزي، الذي بات يضم كل الشخصيات السياسية ذات الثقل الشعبي بالمنطقة، وأبرز نقاط قوة هذا الحلف أنه ليس مبنيا على الوعود الزائفة، ولا إغراءات أموال رجال الأعمال، بل يعتمد على الوعي المشترك بضرورة تحقيق شيء مفيد لهذه الولاية الهامة، والنهوض بها، فضلا عن فرض خيارات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في الولاية بقوة الشعب، وسلطة الأصوات عبر صناديق الاقتراع، ويرى مراقبون أن مغامرة ولد حدمين في الحوض الغربي وصلت طريقا مسدودا، وتبخر حلم تحقيق مجد سياسي تعذر الحصول عليه في جيكني، حتى مع استقدام الشرطة والدرك..