كيفه/بعثة الحزب الحاكم..هل يصلح الكنتي ما أفسده الوزير ولد النم

ا

أثار تعيين الدكتور إسحاق الكنتي على رأس بعثة تنصيب الهيئات الحزبية على مستوى ولاية لعصابه العديد من التساؤلات،خاصة انه من مواليد هذه الولاية و من مدينة كيفه بالذات ،حيث يواجه حزب الاتحاد تعقيدات جمة، بعضها مرتبط بفسيفساء المشهد السياسي المحلي و تناقضاته البنيوية المزمنة،و بعضها الاخرظرفي خلفته فلسفة رئيس البعثة السابقة الوزير ولد النم، و طريقته في إدارة عملية التسجيل، و التي اتهم فيها بعدم الحياد و الميل لصالح بعض الاطراف تحت ضغوط معينة أو نتيجة اغراءات غير محددة.

و بغض النظر عن صحة هذه الاتهامات أو بطلانها، فقد جعلت الحزب يعين مكانه الدكتور الكنتي، و الذي أثيرت حول إدارته لعملية التسجيل في لكصر بعض الأمور لا نريد الخوض في تفاصيلها، غير أن ما نريد التنبيه إليه هنا هو أن الدكنور اسحاق الكنتي قال في مداخلته أمس الاربعاء أن تعيينه عل رأس هذه البعثة يحمل رسالتين لأهل كيفه الأولى وضعهم أمام تحدي أول هوامكانية تجاوز خلافاتهم في ظل حكم ينحدر من صلب هذه المدينة، و هو ما نجحوا حسب تعبير الكنتي في تجاوزه، اما الرسالة الثانية فهي قياس مستوى الوعي و الانضباط الحزبي بين أهل هذه المدينة، و ذلك عبر تجاوز خلافاتهم و مصالحهم الضقة انسجاما مع قرارات الحزب و المصلحة المشتركة.

لكن الاشكال الجوهري الذي خلفه الوزير ولد النم و المتعلق بتقطيع المدينة و الحدود الجغرافية بين الاحياء لا يزال موجودا، دون أن يتخذ الحزب قرارا بالبت فيه، أو يتمكن الكنتي من إرساء أرضية توافقية بين رؤساء الوحدات تتيح تجاوزه.

و إذا كان الكنتي يرى في تعينه على رأس هذه البعثة على غير ما جرت عليه العادة امتحانا لأهل كيفه، فإن البعض الأخر يرى في هذا القرار  امتحان له نفسه قبل كل شيء، فهل سيتمكن الكنتي من التفوق على نفسه و الوقوف على نفس المسافة من الفاعلين في ساحة كيفه رغم صلة الرحم و القربى التي تجمعه ببعضهم، و  رغم طموحه الشرعي في نسج تحالفات مع أبرز الفاعلين فيها، أم أنه " سيتكنتى " عن كل ذلك؟

اعتقد بأن الإجابة عن هذا السؤال ستكون ممكنة فقط بعدمغادرة هذه  البعثة لمدينة كيفه بعد اكتمال تنصيب هيئات الحزب بحول الله و قوته.