أعضاء لجنة إصلاح الحزب الحاكم يتصارعون على رئاسته (خاص)

(ما اسمعني الفالي.. كتلو إسميلي افهذ كام وشربو).. مثل موريتاني مشهور، ربما يلخص حال بعض أعضاء اللجنة العليا التي شكلها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لتطوير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وتفعيل هيئاته، فبدل الاهتمام أكثر بجهود تطوير الحزب، وتكريس كل الجهد لذلك الهدف، بات بعض أعضاء اللجنة منخرطين أكثر في سعي حثيث لتكريس حضورهم الشخصي في هيئات الحزب، وزرع موالين لهم في صفوف مرشحيه، ووصل الأمر بهؤلاء الأعضاء في اللجنة العليا إلى حد الصراع من أجل منصب رئيس الحزب، خاصة بعد تحديد مؤتمره العام مطلع أغشت المقبل، فأعضاء اللجنة العليا البارزين بات كل منهم يطمع، ويطمح لخلافة رئيس الحزب الأستاذ سيدي محمد  ولد محم، وهو ما يترجمه حرص كل من هؤلاء على جعل نفسه مندوبا لدى المؤتمر العام للحزب، وهو يتصارعون على جلد الأسد قبل قتله، والمفارقة أن ولد محم نفسه لا يبدو مهتما بخوض هذا الصراع للدفاع عن منصب شغله لسنوات، بقدر اهتمام بعض أعضاء اللجنة العليا الآخرين بالوصول لهذا المنصب السياسي، وأبرز أعضاء اللجنة المنخرطين في سباق رئاسة الحزب هم:

وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي، الذي يرى أنه عراب المرحلة السياسية المقبلة بلا منازع، وفارسها المغوار، وأبرز الفاعلين فيها، ويرشح ولد اجاي نفسه لأحد ثلاثة مناصب: منصب رئيس الحزب الحاكم، ومنصب الوزير الأول، أو مرشح النظام لرئاسة الجمهورية.

 سيدنا عالي ولد محمد خونا، الرجل الهادئ، ووزير التشغيل والتكوين المهني، والعسكري المتخصص في قيادة السفن في البحر، وبات يطمح اليوم لقيادة سفينة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في بحر سياسي متلاطم الأمواج، متسلحا بعمق شعبي، وتجربة سياسية، تمزج بين تركة ولد الطايع، وحاضر ولد عبد العزيز.

محمد ولد عبد الفتاح، وزير النفط والطاقة، والشاب المغمور، القادم من المجهول إلى عالم الأضواء والشهرة والصدارة، دون فترة إحماء سياسي تذكر، باستثاء محطة بشركة الغاز، وهو اليوم يريد ان يتخذ من النفط والطاقة والغاز وقودا لسباقه نحو رئاسة الحزب.

لم يفصح بعد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز عن مرشحه لرئاسة الحزب الحاكم، بل لم يعلن عن عدم التمديد لرئيسه الحالي الأستاذ ولد محم، ورغم ذلك فالسباق نحو رئاسة الحزب بات يشغل أطره، وخلال أسابيع قليلة سيتعرف الجميع على هوية رئيس الحزب الحاكم، مع احتمال قوي بأن يكون الرئيس ولد عبد العزيز وفيا لأسلوبه في مفاجأة الجميع بشخصيات لا تخطر على بال ولم يرشحها أحد سابقا، هذا إذا لم يقرر ولد عبد العزيز إعادة الثقة في ولد محم، وهو ما سيكون في حد ذاته مفاجأة غير مرغوب فيها من قبل البعض، ممن استعجلوا التخلص من المحامي البارع، والداهية السياسي، ورجل النظام القوي خلال العشرية الأخيرة.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT