تتجه الأنظار إلى الشوط الثاني من الانتخابات البلدية، والبرلمانية، والجهوية المقرر السبت المقبل، ويعيد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم الشوط في معظم المجالس الجهوية، لكن التنافس يشتد في ثلاث مناطق تعتبر الأهم، وهي: انواكشوط، وانواذيبو، والحوض الغربي، وإذا كان النظام، والحزب الحاكم قد أخذ على محمل الجد التنافس في انواذيبو، وانواكشوط، وبدأ يعد لذلك عدته، فإن الوضع يبدو مختلفا في الحوض الغربي، حيث تتحد شخصيات، وأحزاب وازنة من أجل هزيمة النظام في المجلس الجهوي بهذه الولاية، ومن بين هذه الشخصيات السيدة القوية بمقاطعة كوبني فاطمه بنت اعل محمود، التي فازت بمقعد نائب عن كوبني، وتنافس بقوة على بلديتها المركزية، فقد علم (الوسط) أن بنت اعل محمود - وهي من حزب الوئام المعارض- عقدت اتفاقا مع حزب تواصل تدعم بموجبه لائحة المعارضة للمجلس الجهوي، ويدعم تواصل لائحتها لبلدية كوبني، كما أن مرشح المعارضة ينحدر من مجتمع قبلي له وزنه بالولاية، وهو مقرب اجتماعيا من قائد أركان الجيوش، وتعمل جهات في النظام بشكل سري على دعمه.
أما مرشح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لرئاسة المجلس الجهوي بالحوض الغربي الإداري البارز ختار ولد الشيخ احمد فيبدو في معركة يخوضها لوحده، صحيح أنه يحظى بدعم قوي من محيطه القبلي الذي يشكل غالبية بمقاطعة الطينطان، وله حضور في لعيون، وكوبني، كما أن ولد الشيخ احمد شخصية وطنية معروفة، له رمزيته، ويحظى باحترام واسع، وثقة لدى النظام، وتجربة إدارية ثرية، لكن تلك المؤهلات لا تبدو كافية لحسم المعركة لصالحه، ما لم يتدخل النظام، والحزب الحاكم في الوقت المناسب، ويتم فرض خطوتين، الأولى إعطاء أوامر واضحة من جهات عليا في النظام للشخصيات التي تدعم مرشح المعارضة بأن هذا التصرف مكشوف، وغير مقبول إطلاقا، وثانيا ضخ المزيد من الدعم المادي، والتحسيسي، لإعطاء انطباع للجميع بأن النظام يلقي بثقله فعلا خلف لائحته للمجلس الجهوي بالحوض الغربي، وما لم يحدث ذلك، فإن احتمال خسارة النظام لهذه الولاية يبدو واردا، ليس بسبب ضعف المرشح، بل بتخاذل أنصار النظام.