شكلت نتيجة الشوط الثاني بمقاطعة عرفات حالة فريدة من بين بلديات العاصمة، فقد أعلن أنصار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في البداية فوز لائحتهم بالبلدية، وما هي إلا دقائق معدودوة حتى سارع حزب تواصل إلى تأكيد فوزه بها لمأمورية جديدة، وبفارق عشرات الأصوات فحسب، مصادر سياسية في الأغلبية الداعمة للنظام شككت في نتائج عرفات، وأكدت أن حزب تواصل قام بتلاعب واسع النطاق، فضلا عن ممارسات غير قانونية، وتعبئة الناخبين أمام المكاتب للتصويت لتواصل، وهو ما كان يقوم به مرشح تواصل شخصيا، وزعيم المعارضة الحسن ولد محمد يوم أمس.
هذا، واستغرب المراقبون عدم فوز حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ببلدية عرفات، فرغم أنها ظلت حكرا على حزب تواصل لسنوات، إلا أن الحزب الحاكم أعد خطة محكمة كان من شبه المؤكد أنها ستؤدي إلى الفوز بعاصمة انواكشوط الجنوبية، ويشبه البعض ما حصل في عرفات ب"الانقلاب الأبيض" الذي نفذه حزب تواصل ليقلب الموازين، ويعلن الفوز بفارق عشرات الأصوات فقط في مقاطعة تعتبر أكثر مقاطعات العاصمة كثافة سكانية، ليبقى السؤال مطروحا هل ستستقر عرفات على تواصل، أم أن إعادة للفرز ستؤكد النتيجة التي أعلنت أولا، ومنحت الفوز للحز الحاكم؟.