فرضت وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة الناها بنت مكناس الإقامة الجبرية في جيكني على الوزير الأول يحي ولد حدمين، بعدما صعد حزبها للشوط الثاني مع الحزب الحاكم لنيابيات جكني المعقل السياسي للوزير الأول، ولد حدمين استشعر الخطر، وشد الرحال إلى جكني، ليقيم جبريا بها أكثر من أسبوع، وهي الإقامة التي لم يقطعها سوى تعليمات عاجلة من رئيس الجمهورية بتفقد أوضاع المتضررين من الأمطار في باسكنو، ليعود ولد حدمين مجددا إلى جكني، لحسم معركة يراها مصيرية بالنسبة لمستقبله السياسي، بعد أن فشل في حسمها في الشوط الأول.
مراقبون يرون أنه كان بإمكان الوزير الأول التنسيق مع بنت مكناس لإقناعها بالتنازل عن نائبي جكني، وتوجيه أنصارها للتصويت للحزب الحاكم في الشوط الثاني، ليتفادى ولد حدمين زيارة لجكني التي هجرها منذ فترة، وعاد إليها بشكل خاطف لتسجيل اسمه على لوائح المنتسبين للحزب الحاكم، إلا أن العلاقة المتوترة منذ فترة بين الوزير الأول، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة جعلت الأخيرة تتعمد إهانة الوزير الأول، وفرض الإقامة الجبرية عليه في جكني، بما يعنيه ذلك من خسائر مادية، وضغط معنوي بالنسبة لولد حدمين، وكانت نتائج الانتخابات قد أظهرت شعبية كبيرة لمنت مكناس، التي حل حزبها على رأس أحزاب الأغلبية - بعد الاتحاد من أجل الجمهورية- بنما بالكاد نجا ولد حدمين - وبشق الأنفس- من هزيمة مدوية في معقله.