منذ الساعات الأولى لمحاصرة الشرطة لمركز تكوين العلماء بدا أن هناك قرارا واضحا من قبل التيار الإسلامي - كما يسميه البعض- بعدم التصعيد مع النظام، أو بالأحرى عدم مقابلة تصعيد النظام بمثله، وهو ما عكسته وسائل الإعلام المحسوبة على التيار، حيث تعاطت مع خبر إغلاق مركز تكوين العلماء بفتور، واقتصرت على نشر خبر، أو اثنين دون استفاضة، لكن بعد سحب الترخيص من جامعة عبد الله بن ياسين ظهر أمس، انقلبت الصورة، وظهرت مؤشرات التصعيد واضحة للعيان، لعل من أبرزها تكثيف الحملات الدعائية ضد النظام الموريتاني، ورئيسه محمد ولد عبد العزيز شخصيا على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك رسالة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، التي أكد فيها استمرار عمل مركز تكوين العلماء تحت أي ظرف، وبأي طريقة، ومطالبته أساتذة المركز، وطلابه بالانتظار حتى يزول هذا "الظرف الطارئ"، وكأنه يبشر بنهاية وشيكة لنظام ولد عبد العزيز تتيح إعادة افتتاح المركز من جديد.
وبلغ التصعيد ذروته، بتدوينة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين (الطبعة الموريتانية) محمد المختار الشنقيطي، والتي دعا فيها القوى السياسية الموريتانية، والشباب للتصعيد ضد النظام، واستعطف الشنقيطي الجيش للتدخل ضد ولد عبد العزيز، متوقعا أن ينقض أحد أعوانه للإطاحة به، وهي الدعوة التي رد عليها البعض في الداخل الموريتاني بالقول إن على الشنقيطي - إن كان جادا في دعوته- أن يأتي إلى موريتانيا ليقود الثورة المنشودة ضد النظام بنفسه، وأن يكف عن منطق (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) صدق الله العظيم، وشبه البعض دعوة الشنقيطي للشباب الموريتاني بالتصعيد ضد النظام، والصدام معه، بالفتاوى التي يطلقها بعض العلماء مطالبا فيها شباب المسلمين بالذهاب للجهاد في أفغانستان ليموتوا فيدخلوا الجنة، بينما يرسل هو أبناءه للتسجيل في الجامعات الكندية والبريطانية، والأمريكية!!.