وصل الوزير الأول يحي ولد حدمين اليوم إلى مدينة النعمه، رفقة بعض الوزراء الذين تتابع قطاعاتهم أعمال التحضير لاحتضان النعمه الذكرى المقبلة للاستقلال الوطني، تبدو الزيارة عادية، فأن يتفقد مسؤول سير العمل في قطاعه، أمر لا يدعو للصخب، أو الزخم الإعلامي، خاصة وأن البلد خرج للتو من موسم سياسي ساخن لم يسجل فيه حضور يذكر لمعالي الوزير الأول، وهو ما يجعل محاولة استغلال هذه الزيارة "الفنية" لجلب الانتباه الإعلامي، والاستغلال السياسي أمرا مثيرا للجدل، صحيح أن الوكالة الموريتانية للأنباء (رسمية) لم تنخرط في هذا المسعى، وامتنعت عن نشر صور ولد حدمين وهو يصافح كبار أطر النعمه، وكأنه رئيس للجمهورية في زيارة رسمية، لكن الوزير الأول استطاع تمرير تلك الصور للبعض، وسارع بعض معاونيه على فيسبوك لنشرها، مع التأكيد على أنها دليل قطعي على بقاء الرجل على رأس الحكومة، بينما وصف آخرون زيارة الوزير الأول للنعمه بأنها "زيارة مودع".
من المعروف أن هناك نوعان من زيارات المسؤولين عادة، نوع يسمى زيارة رسمية، تتم فيها مراسم الاستقبال بالبروتوكول المتعارف عليه، وتحظى بتغطية إعلامية رسمية، ونوع آخر هو زيارات عمل فنية، لتفقد الأشغال، أو الاطلاع على الأوضاع، مثل ما يقوم به رئيس الجمهورية من زيارات مفاجئة للمستشفيات، والمؤسسات الرسمية، وفي هذه الحالة لا يتم حشر المنتخبين، والأطر، والوجهاء في صفوف لاستقبال الزائر، كما فعل الوزير الأول اليوم في النعمه، فهل هي زيارة تؤسس لحملة دعائية لضمان مستقبل سياسي لولد حدمين، سواء خرج من الحكومة، أو بقي فيها، أم أن الرجل أراد الحصول على القليل من البريق الإعلامي، بعد أن كاد يـُنسى في زحمة الأحداث المتلاحقة؟؟؟.