ارتباك، وتوتر في أول مؤتمر صحفي لا يتحدث فيه الناطق باسم الحكومة رغم حضوره (كواليس مثيرة)

كانت المناسبة أكثر من عادية، إنه المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي يعقده الناطق باسم الحكومة، وبعض الوزراء كل يوم خميس للتعليق على نتائج اجتماع مجلس الوزراء، لكن المناسبة لم تكن عادية بالنسبة لوزيرة الشباب والرياضة مريم بلال السالك، فهي أول إطلالة لها على الإعلام، وربما أول مرة تدخل فيها قاعة المؤتمر الصحفي، وتواجه الكامرات، وفي الأثناء كان الصحفيون في القاعة يتبادلون الأسئلة همسا بينهم.. هل ستمارس وزيرة الشباب والرياضة صلاحياتها لتتحدث باسم الحكومة نيابة عن وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة الموجود في الصين في مهمة رسمية ؟؟؟.

دخلت الوزير تتقدم وزير الاقتصاد والمالية باعتبارها صاحبة الأرض، وقرأت الجـُمل المعتادة المكتوبة مسبقا "اجتمع مجلس الوزراء اليوم الخميس بتاريخ... تحت رئاسة... وقد درس المجلس وصادق... إلخ"، وحتى في قراءتها لهذه الجمل المكتوبة بدى الارتباك واضحا على السيدة الوزيرة، وكأنها تلميذ يواجه لجنة التحكيم في الامتحان الشفوي من مسابقة حاسمة، ثم جلست بسرعة، لتبقى لنحو ساعة أو تزيد، مكتفية بالتفرج على وزير الاقتصاد والمالية وهو يخصص، ويعمم، يـُفصل، ويـُجمل في ميزانيتي 2018، و 2019، ويستعرض مشاريع الرئيس ولد عبد العزيز الجديدة، والقديمة، وكان الجميع في انتظار أن تعود إلى المنصة من جديد - كما جرت العادة- لتجيب عن أسئلة الصحفيين بصفتها ناطقا باسم الحكومة بالوكالة، لكن يبدو أن تعليمات عليا وصلت الوزيرة الشابة بعدم المجازفة، والامتناع عن استقبال أي سؤال من الصحفيين، لتخرج على الفور دون وداع، ولسان حالها يقول.. الحمد لله الذي نجانا من هذا الموقف.

لكن الارتباك لم يكن من نصيب وزيرة الشباب والرياضة وحدها، بل إن وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي على فصاحته، وتجربته في الحديث أمام الإعلام، وطول باعه في الدفاع عن النظام، ناله من الارتباك ما ناله، حتى إنه تخيل أنه أمام النواب في الجمعية الوطنية، وبات يقول "سؤال السيد النائب" بدل الصحفي..، وذلك بعد ما واجه أسئلة غير متوقعة من موفد (الوسط) تعلق بعضها بالمشاريع التي أعلن عنها الرئيس ولد عبد العزيز ولم تر النور أبدا رغم قرب انتهاء مأمورية الرجل، ومنها المجمع الإسلامي الكبير بانواكشوط، وكذلك سؤال عن تجاهل ولد اجاي للحديث عن تمويل الانتخابات الرئاسية السنة المقبلة لدى حديثه عن أوجه إنفاق الميزانية لسنة 2019، وهل ذلك مؤشر على احتمال تأجيل الرئاسيات..، وسؤال عن الضرائب على المعارضين، والأهم سؤال كذلك من موفد (الوسط) عن موعد عرض الميزانية الجديدة على البرلمان المتتخب، وهل سيتم ذلك قبل، أو بعد استقالة الحكومة الحالية، وسط جدل دستوري حول الموضوع ؟؟.

ارتبك ولد اجاي قليلا، خاصة عند إجابته عن الانتخابات الرئاسية، ليقول إنه نسي الحديث عنها، وأن تمويلها مـُبوب عليه فعلا في ميزانية 2019، وبخصوص االمجمع الإسلامي الذي يـُذكر ولا يـُرى، اعترف الوزير بحصول تأخر في إنجازه، ملوحا بسحب الصفقة من صاحها الأصلي ليتم منحها لمقاول جديد ينجز هذا المشروع في الوقت المحدد، وهي إجابة كان واضحا أن ولد اجاي نفسه غير مرتاح لها، فهذا المشروع تحول إلى وعد مكذوب من الرئيس ولد عبد العزيز، ولعل السؤال الذي ارتاح له الرجل هو المتعلق بالضرائب على المعارضين، ليسهب القول فيه..لينتهي المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة، وهو الأول الذي يحضر فيه الوزير الناطق باسم الحكومة -وكالة هذه المرة- دون أن يتحدث ببنت شفة، فهل ذلك يعود لجهل من هذه الوزيرة الحديثة العهد بالوزارة، أم بتغليب لمبدأ السلامة، جعل رئيس الجمهورية يأمرها بالتزام الصمت حتى لا تورط الحكومة في مواقف، وتصريحات هي في غنى عنها.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT