النائب ولد الطالب المين، نموذج سياسي عابر للإقطاعات القبلية (خاص)

على مدى عقود، ظلت مقاطعة كيفه شبه مقسمة بين مناطق نفوذ محددة، تشكل ما يمكن تسميته بإقطاعيات سياسية تابعة لزعامات قبلية تقليدية، ظلت تحتكر التمثيل السياسي لمقاطعة كيفه، وتقف في وجه أي محاولة لتحديث الساحة السياسية، أو ضخ دماء جديدة في شرايين مشهد سياسي شاخ وترهل، لكن السنوات الأخيرة، ومنذ سنة 2013 تحديدا، شهدت مقاطعة كيفه إرهاصات لميلاد تجربة سياسية جديدة بالكامل، تجربة لا تعتمد على البعد القبلي فحسب، ولا ترتكز على الزعامة التقليدية التي تتنافى مع روح الدولة الحديثة، تجربة سياسية تعتمد بدلا من ذلك التقرب من الناس، والتعاطي معهم مباشرة، باعتبار المواطن هو وسيلة العملية السياسية، وهدفها في الوقت ذاته.

تجربة سياسية شبابية، اعتبرها البعض في البداية محكوما عليها بالفشل، ومع مرور الوقت اتضح للجميع أن هذه التجربة بدأت تشكل منافسا جديا للاعبين التقليديين بالمقاطعة، وخلال المناسبات السياسية التي عرفتها البلاد منذ نهاية 2013 إلى اليوم استطاع رائد هذه التجربة النائب، ورجل الأعمال الشاب لمرابط ولد محمد ولد الطالب المين أن يكسب قلوب المواطنين بهذه المقاطعة، وأن يشق لنفسه طريقا نحو الصدارة في مشهد سياسي بالغ التعقيد، دون أن يصطدم بأحد، إلى أن جاءت انتخابات سبتمر 2018 لتكون أول اختبار لهذه التجربة السياسية، وأول امتحان للزعامات التقليدية للحفاظ على إقطاعياتها السياسية، فكانت النتيجة أن اكتسح النائب ولد الطالب المين مقاطعة كيفه بجميع بلدياتها، ساحبا البساط من تحت أقدام الجميع، وجاء متفوقا حتى على الحزب الحاكم في العديد من المناطق، ليدخل البرلمان من بابه الواسع، وبجهد ذاتي، دون دعم من أحد.لتكون الخلاصة الأبرز هي أن الخارطة السياسية بمقاطعة كيفه تغيرت بشكل جذري، وموازين القوى تبدلت، وأصبح هناك رقم سياسي صعب، وصاعد، سيكون سيد المشهد بهذه المقاطعة في المستقبل المنظور، وليتضح للجميع أن النمط القبلي ليس أسلوبا سياسيا صالحا لكل زمان ومكان.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT