تعيش موريتانيا على وقع استعدادات مكثفة، وشاملة للمشاركة في أضخم مسيرة شعبية تشهدها البلاد عبر تاريخها، ولعلها المرة الأولى التي تضم مسيرة واحدة مشاركين من الأغلبية، والمعارضة، من كل الفئات، والأعراق، والأطياف، مسيرة يراد لها أن تكون تعبيرا صادقا عن موريتانيا كما هي، بصفائها، بتلاحمها، بوحدتها، وبتآخيها، مسيرة ترفع شعارا واحدا موحدا.. لا للعنصرية، والكراهية، والتمييز.. نعم للسلم الأهلي، والوحدة الوطنية، والعيش المشترك... مسيرة تكرس رسالة مفادها أن موريتانيا تسع الجميع، وتحتاج للجميع، ولعل هذه المضامين هي التي جعلت معظم الطيف السياسي، والمجتمعي، والنقابي يعبر عن استعداده للمشاركة فيها صباح الأربعاء 9 يناير 2019.
الحكومة، وحزب الاتحاد من أجل الجمهورية يكثفان الجهود، ويكرسان كل الوسائل لإنجاح هذا الحدث الوطني الكبير، وقد وصلت رسائل نصية لهواتف المواطنين عبر شركات الاتصال تدعوهم للمشاركة في هذه المسيرة،كما تشهد العاصمة انواكشوط سلسلة اجتماعات مكثفة يشارك فيها وزراء، وقادة في الحزب الحاكم لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المسيرة، بينما يحبس الموريتانيون أنفاسهم في انتظار المسيرة، والتفاعل معها، وخطاب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز المتوج لها،والأكيد أن موريتانيا بعد هذه المسيرة ستدخل مرحلة جديدة، لا مكان فيها لخطابات الكراهية، والعنصرية - كما يريد ذلك منظمو المسيرة-.