هكذا عودنا رئيس الجمهورية على الوفاء بتعهداته/ لمرابط ولد الطالب ألمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الوطن موقف و الصدق مع خيار الشعب، و من لازم الوفاء أحبه الناس و تعلقوا به، إنها الحقيقة التي تختزل هذه المرحلة الفارقة من تاريخ بلدنا، مرحلة أسسها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ، وشيد معمارها لبنة لبنة، و هاهو اليوم ينقلها إلى مستوى جديد عبر قرار تاريخي رفض فيه رفضا حاسم و باتا أي مساس بدستور البلاد رغم الدعوات الكثيرة التي تحثه على ذلك ، رغم امكانية التصويت بأغلبية مريحة في البرلمان على مواد المأموريات حيث تجاوز عدد النواب المؤيدون للتعديلات النصاب الضروري لإقرارها ، لكن الرئيس وضع المصالح العليا فوق كل اعتبار و انحاز لمبادئه و قيمه، و ترك بذلك بصمة لا تمحى من تاريخ هذا البلد.، بل وضع الأسس لعهد جديد من التناوب السلمي على السلطة سيخطو بموريتانيا خطوات إلى الأمام في التصنيف الديمقراطي العالمي.
عندما علمت بحراك زملائي النواب لتعديل الدستور كنت على يقين أن رئيس الجمهورية لن ينساق وراء هذه الدعوات رغم صدق نوايا أصحابها،أن موقفه سيظل ثابتا راسخا و لن يتزحزح، لأننا لم نعهد منه النكوص و التراجع و تبدل المواقف، بل الإقدام و الصراحة و الشفافية التامة ... و هكذا أنجز حر ما وعد و تلاشت غيمة الشك و بتنا أمام حقيقة راسخة ميزت حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، و هي الوفاء بالعهد و الصدق مع الشعب ، و بذلك فهو يضيف إنجازا آخر إلى قائمة إنجازاته الطويلة التي لا تحتاج إلى من يشير إليها بإصبع.
إن هذا القرار الشجاع و الموقف التاريخي يضعنا أمام مسؤولية كبرى يأتي في مقدمتها الالتزام برد الجميل لمن عاهد و أوفى و ألتزم بقوله تعالى " و أوفوا بالعهد إن العهد كان عنه مسؤولا" نصون له حقه و ننزله المكانة التي يستحقها على خريطة شرف الوطن، و من يعرف الرئيس محمد ولد عبد العزي حق المعرفة يدرك أنه لا يريد أكثر من أن يرى هذا الشعب يعيش في بحبوحة، لا يشكو هما و لا ضائقة، و لا تعسر عليه حاجة، يصنع مستقبله بيده دون خوف أو تردد، و من واجبنا الأخلاقي اتجاه الرجل أن برز حجم تضحياته، و أن نعري ذلك الخطاب الانتهازي التشويهي الذي حاول جاهدا طيلة الفترة الماضية النيل منه، و من مواقفه التي رسمت لهذا البلد طريقا آمنا نحو المستقبل.
في هذه اللجظة الاستثنائية أقول بكل ثقة أننا كسبنا الرهان، و أشعر شخصيا بالعزة و الكبرياء لأنني كنت أحد الداعمين للمشروع الإصلاحي الكبير لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز،و هو قرار لم يكن وليد صدفة و إنما تبلور بعد درراسة معمقة لهذا المشروع ، حيث وجدت فيه ما يلبي طموحي السياسي و يحقق تطلعاتي و آمالي بمستقبل أكثر إشراقا لهذا البلد، و جدت قائمة طويلة من الأهداف و المبادئ التي تعبر بصدق عما يحتاجه الوطن و يأمله الشعب،راهنت على شخصية الرئيس محمد ولد عبد العزيز و على تاريخه الناصع،راهنت على خطابه الذي لمست فيه الصدق و الحسم،و الإخلاص للقضية التي يؤمن بها، و لم يخيب ظني.
و الآن أ ستطيع التأكيد أنه بعد عشرية حافة بالتضحيات و هو يقود قاطرة لوطن،أننا تركنا الماضي خلفنا أ و أن وجه موريتانيا الذي كان يبعث على الشفقة قد تبدل، نحن اليوم في بلد آخهر غير الذي كنا نعيش فيه قبل عشر سنوات، بلد يعمه النور و يشرب أهله الماء الزلال،و ترتبط مدنه و قراه بشبكة طرق عصرية،بلد يعيش نهضة في العمران و البنية التحتية،شيدت المطارات و الموانئ و الجامعات و المستشفيات،بلد تحكمه منظومة قانونية كفيلة بالقضاء على الفساد و الرشوة و المحسوبية، و تحقيق العدالة ، وضمان الحقوق الأساسية للأفراد، بلد يمتلك جيشا قويا قاردا على حماية حوزته الترابية،و تأمينها من الأعداء و الدخلاء.
لقد عبر بنا الرئيس مرحلة صعبة ، انتشلنا من واقع كان فيه الإرهاب ييضرب و الفساد يستشري ،و حقق أشياء كانت مجرد حلم بالنسبة لنا،و قد حول هذا الحلم لى حقيقة وواقع، يتحدث عن نفسه،عقد من الزمان أنجز فيه أضعاف ما أنجز منذ الاستقلال ، و الآن يسلم مسؤولية بد يخطو بثبات نحو المستقبل،و يجب علينا أن نكون عل قدر المسؤولية، إذ ليس من الصواب أن نظل نجتر الماضي ، و نعيد استنساخه، و نهدر طاقاتنا في الخلافات العبثية التي لا مردودية ترجى من ورائها.لقد حان الوقت لنجمع شتات طيفنا السياسي، و ننظر بجدية نحو القادم من الأيام،و نعمل بكل قوانا على تحريك قطار الوطن،فنحن شركاء فيه مجبرين على التعايش السلمي في فضاءه الرحب، و استغلال منابره الديمقراطية بطريقة حضارية تتيح لنا الوصول إلى إدارته بأسلوب يضمن الاستقرار، و يجنبنا الانزلاق نحو المجهول.
و إننا كأغلبية يقع علينا الحمل الأثقل في المرحلة القادمة ، علينا أن ندرك أن الحفاظ على مشروع فخامة الرئيس أمانة في أعناقنا،لأنه الضمانة الأكيدة لأستمرار عملية البناء و التنمية،و هذا يمتلك كافة المقومات ليبقى و يستمر دون معوقات ، هناك أغلبية برلمانية مريحة و طيف واسع من الأحزاب الداعمة، وهناك قعدة شعبية واسعة بالإضافة إلى ترسانة من القوانين و الحريات و دستور متطور،أفرزته أسابيع طويلة من الحوار الوطني الشامل بين مختلف الفرقاء ، و ما ينقصنا في هذه الظرفية هو توحيد الصف و تنسيق الجهود،و الاستعداد للاستحقاقات الرئاسية القادمة،و الالتفاف حول مرشح وحيد ينحدر من عمق هذا المشروع، شارك في بنائه و تأسيسه،يؤمن به كاستراتجية و خيار،يمتلك القدرة على إدارة ملفاته الداخلية و الخارجية بكفاءة،لدية الخبرة الأمنية و الثقافة الواسعة و الموقع الاجتماعي الذي يؤهله لقيادة الركب،يسترشد بإرث الرئيس محمد ولد عبد العزيز،يستلهم منه العبر و الدروس، ويقتدي به كأسلوب و طريقة في الحكم ،و لقد لمست شخصيا خلا عملي كعضو في اللجنة البرلمانية وجود رموز و كفاءات وطنية،ضمن الحكومة الحالية ممن اجتمعت فيهم تلك المعايير و الصفات التي تجعلنا مطمئنين في ظل قيادتهم على مصير البلد، و على استمرار نهج الرئيس في المرحلة المقبلة.
النائب لمرابط ولد الطالب ألمين
