خلال القمة العربية السابعة والعشرين، التي استضافتها العاصمة الموريتانية انواكشوط للمرة الأولى، سنة 2016 كانت أنظار الجميع متجهة نحو مستوى التمثيل العربي في هذه القمة، لكن الجمهورية اللبنانية لم تكتف بتخفيض مستوى تمثيلها في قمة انواكشوط إلى مستوى وزير أول، بل إن لبنان "الرسمي" تعمد السخرية من موريتانيا، شعبا، ونظاما، فقد قال وزير الصحة اللبناني حينها وائل أبو فاعور:إن فنادق انواكشوط ملوثة، والوضع الصحي فيها فير ملائم، وأكد الوزير اللبناني أن الوفد اللبناني سيبيت ليلته بالرباط لعدم اطمئنانه للوضع الصحي في انواكشوط !!، انتهت قمة العرب في انواكشوط، ونجحت موريتانيا في عقدها تحت خيمة لأول مرة، وللمفارقة لم تكن قمة الأمل بانواكشوط من أدنى القمم العربية من حيث مستوى التمثيل.
واليوم تستضيف العاصمة اللبنانية بيروت القمة العربية التنموية، فيقرر القادة العرب مقاطعة القمة، ليكون الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الزعيم العربي الوحيد الذي أكد حضوره، بينما اعتذر الجميع - تقريبا-، محولين قمة بيروت التنموية إلى اجتماع وزاري برئاسة الرئيس اللبناني ميشيل عون، وبذلك تكون موريتانيا قد ردت على لبنان بطريقتها الخاصة، فجدول أعمال الرئيس الموريتاني المزدحم، ومشاغله الجمة في بلده لم تمنعه من تأكيد حضوره لقمة بيروت، كما أن أزمة النفايات والقمامة في العاصمة اللبنانية لم تجعل ولد عبد العزيز يحجم عن زيارتها، وفي ذلك رسالة سيكتبها التاريخ في سجلات العمل العربي، ويسجل موقف لبنان تجاه موريتانيا، وموقف موريتانيا تجاه لبنان.