مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في موريتانيا، يطرح المراقبون احتمال اللجوء لشوط ثان لحسم السباق الرئاسي، ومعلوم أن البلاد لم تلجأ إلى الشوط الثاني إلا في حالة واحدة، بين أحمد ولد داداه، وسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وفاز الأخير بفارق ضئيل، وعندما لا يكون الرئيس الموجود في السلطة مرشحا يتعزز أكثر احتمال الشوط الثاني، وكانت المعارضة تسعى لتوحيد مرشحها، وفشلت في ذلك، وتفرق جمهورها بين عدة مترشحين، بعضهم يمكن تصنيف ترشحه ضمن خانة "تسجيل موقف"، وبعضهم لا يشكل منافسا جديا لمرشح الأغلبية ولد الغزواني، بينما يمني أحدهم النفس بحلم الشوط الثاني، مع يقينه أن فوزه من الشوط الأول أشبه بالمعجزة، في زمن انعدمت فيه المعجزات السياسية.
أما معسكر النظام، فيبدو واثقا من فوز مرشحه محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني في الشوط الأول، وبأغلبية كاسحة، لكن هذه الثقة لا تخفي حقيقة الخشية من حدوث مفاجآت، أو تطورات خلال الحملة قد تقلب الموازين، وتـُجبر الأغلبية على خوض شوط ثان، ستتغير فيه الحسابات، وربما التحالفات، بل سيكون الشوط الثاني - في حال حدوثه- انتخابات جديدة بحد ذاتها، خاصة إذا كان الفارق ضئيلا بين المرشحين اللذين سيصعدان للدور النهائي، وفي النهاية ستسعى الأغلبية جاهدة لمنع حصول شوط ثان، وحسم السباق لولد الغزواني من الدور الأول، وفي المقابل ستعمل المعارضة بكل ما أوتيت من قوة على فرض منازلة ثانية على النظام، إن لم يكن للفوز بالرئاسة، فلتأخير فوز مرشح النظام بها.