فيديو استقبال الرئيس في أطار.. ومن العداوة ما ينالك نفعه (تدوينة)

خلال عشر سنوات أمضاها الرئيس محمد ولد عبد العزيز على سدة الحـُكم، قام بمئات الزيارات، الرسمية، وغير الرسمية، وسار في المستشفيات، والأسواق، والشوارع، والبوادي، والأرياف، زار جميع ولايات الوطن، بكافة مقاطعاتها، التقى الأطر، والوجهاء، والمواطنين البسطاء، سار في شوارع انواكشوط، وانواذيبو بشكل عادي، ودون بروتوكول، وتحدث مع الناس وجها لوجه، وخلال كل هذه الزيارات، والتحركات، كان الرجل محل تقدير وإعجاب وترحيب، رغم أن ولد عبد العزيز معروف بكونه لا يـُعاقب من ينتقده ويشتمه، ولا يشتري الثناء "المـُزيف" من أحد، وكثيرا ما كان يـُنصت لمن يطرح مشاكل المواطنين أكثر من إصغائه لمن يمدحه ويشيد بحكمه.

لنفترض جدلا أن الفيديو القصير المـُتداول من زيارة رئيس الجمهورية لمدينة أطار أمس الإثنين صحيحا،... بمنطق العدل، وبمقاييس الإنصاف، وبمعايير الديمقراطية، ما ذا نـُسمي رئيسا تهتف حناجر مئات الآلاف من مواطنيه تقديرا واحتراما له وتعلقا به، ويردد بضع أشخاص عبارات ضده، هل نسميه رئيسا محبوبا من شعبه، أم نسميه غير ذلك ؟؟، ولماذا يحاول البعض تقزيم الكثير، وتضخيم القليل بهذا الشأن..؟؟، والسؤال الجوهري هنا هو.. لماذا يصر البعض على اعتبار من ينتقد الرئيس ونظامه شريفا، ووطنيا، وبطلا، ومـُمثلا "حصريا" للشعب، بينما من يـُعبر عن إعجابه بما أنجزه هذا الرئيس ونظامه للشعب الموريتاني، وتقديره لشخص الرئيس ولد عبد العزيز منافقا، متملقا، لا يمثل إلا نفسه، حتى لو كان هذا رأي الغالبية الساحقة من الشعب ؟؟؟.

ثم كيف يتم قياس إرادة الشعوب، وسبر أغوار مواقفها من الرؤساء، أو لا يتم ذلك عادة عبر صناديق الاقتراع، وعبر المهرجانات، والتجمعات، التي تنظمها الأحزاب السياسية، والنقابات، وروابط المجتمع المدني ؟؟، أولم تعبر غالبية تلك الأطر عن إشادتها بهذا الرئيس وهذا النظام في أكثر من مناسبة، وأكثر من موقف، أو لم يحصد هذا الرئيس، وحزبه أكبر نتيجة في آخر انتخابات رئاسية، وبرلمانية ؟؟؟.

ثم لماذا التوقف أصلا عند فيديو أطار، رغم أنما ورد فيه من عبارات وشعارات يتم ترديد أسوأ منها، وأقسى في حق الرئيس على شاشات التلفزيونات وأمواج الإذاعة، وصفحات المواقع، ولا يثير ذلك أي اهتمام، في ظل جو من الحرية في التعبير، جعل مواطنا بسيطا يستطيع أن يقف أمام رئيس منتخب من غالبية الشعب – سواء كان هذا المواطن مـُقتنعا بما يقول، أو مدفوعا دفعا إلى ذلك- ليهتف ضد الرئيس، وهنا خدم من رتب، وسجل، ونشر فيديو أطار، خدم الرئيس ولد عبد العزيز من حيث أراد الإساءة عليه، فهذا المشهد نادر الحدوث، بل لا نكاد نجده في جميع الدول العربية، والإفريقية – تقريبا-، إنما نشاهده فقط في الدول الأوربية ذات الديمقراطيات العريقة، حيث يتم شتم الرؤساء، ورميهم بالبيض الفاسد، ولا يكون ذلك دليلا على تدني شعبيتهم بالضرورة، وهنا يصدق على مدبري فيديو أطار قول المتنبي:

ومن العداوة ما ينالك نفعه @ ومن الصداقة ما يضر ويؤلم

من صفحة: الأستاذ، والإعلامي سعدبوه الشيخ محمد على فيسبوك.

 

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT