ركز المرشح محمد ولد الشيخ ولد محمد أحمد الغزواني على أهمية التعليم في بناء الأمم و النهوض بها، وأكد في جميع مهرجاناته الخطابية على الأهمية التي يوليها للتعليم في مشروعه المجتمعي، و برنامجه الانتخابي.
و يرى البعض أن هذه الأهمية تأتي من الصورة التي لا تزال محفورة في ذاكرة المرشح للمعلمين من الجيل الأول الذين درسوه في المدارس الابتدائية في بومديد و كيفه، منهم من قضى نحبه، و منهم من ينتظر.
هذا الجيل الأول من المعلمين رسم بكاريزميته الخاصة صورة ناصعة محاطة بهالة من الاحترام و الإجلال في ذاكرة طلابهم، بحيث كان مرورهم من الشارع يفرض على التلميذ إظهار قدر كبير من الاحترام، و تجنب النظر في عيونهم، و خفض الصوت في حضرتهم، و تجنب "وضع القدم على ظلهم" احتراما لمكانتهم، و تقديرا لعلمهم.
من بين أولائك الذين تركوا بصمتهم في شخصية التلميذ محمد ولد الشيخ ولد الغزواني المعلم الوقور الحسين ولد ثالول، القاطن اليوم بمدينة كنكوصه، و الذي خصه المرشح بموقف نبيل عندما حاول عناصر الدرك أن يدفعوه إلى الوراء خلال استقبال المترشح، فأندفع ولد الغزواني نحوهم و أمرهم بالكف عن أذيته، و صافحه بحرارة.
هذا الموقف النبيل ربما يفسر الاهتمام الكبير الذي ظهر في خطاب و برنامج المترشح بخصوص التعليم، و ما قد ينتج عنه من إصلاح لهذا القطاع و انتشاله من التردي، و هو ما لا يتأتى إلا من خلال إعادة الاعتبار لمهنة التدريس، و إحاطة المدرسين بالرعاية اللازمة، احتراما و تقديرا للمهنتهم النبيلة ورسالتهم المقدسة.
دول قليلة حققت قفزة نوعية للحاق مصاف الدول المتقدمة في وقت قياسي كما هو الحال بالنسبة لكوريا الجنوبية و اليابان، وذلك بفضل العناية و الاحترام الذين أحاطت بهما المعلم، ففي كوريا يردد التلاميذ عبارة " الملك و المعلم و الوالدين متساوون" وهذا الاحترام يلخصه تحذير كوري قديم يقول: "إياك أن تضع قدمك حتى على ظلّ المعلم" وفي اليابان سئل الإمبراطور الياباني، ذات مرة، حول هذه المسألة، فقال: «إن دولتنا تقدّمت، في هذا الوقت القصير، لأننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلّمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلّم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير».