طالب العمال المفصولين من خفر السواحل في موريتانيا الحكومة الجديدة،و رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بإنصافهم من خلال تسوية وضعيتهم، و ناشدوا رئيس الجمهورية بالتدخل و إصدار أوامر عاجلة للقطاع المعني (وزارة الصيد البحري) بتسريع دمجهم في الوظيفة العمومية، و تمكينهم من العودة إلى ظهر السفن لمزاولة وظائفهم المحددة لهم بموجب القانون.
و قالت مصادر شابة من خفر السواحل إن عدد هذه الفئة من العمال يناهز 300 منها أكثر من 190 من العمال الميدانيين من أصحاب الشهادات، و هم من كانو يتولون عمليات المراقبة و التفتيش، و لهم خبرة أكثر من 3 سنوات من العمل، مكنوا خلالها الدولة من جني مئات المليارات من الضرائب التي تجبى من مخالفات السفن.
و أضافت المصادر أن هذه الفئة تعيش اليوم وضعية مزرية حيث يتقاضى بعضهم رواتب هزيلة تتراوح بين 3 آلاف أوقية جديدة و 6 آلاف أوقية جديدة بدون علاوات، و هم لا يزاولون مقابل ذلك أي عمل يستحقون عليه هذا الراتب الزهيد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
و كشف المصدر أن الوضعية التي تعيشها هذه الشريحة من العمال سببها " مافيا" الصيد و سماسرته بقيادة رئيس البرلمان الحالي الشيخ ولد باي، و الذي يملك مكتبا دائما في مندوبية خفر السواحل، ويسيطر على هذا القطاع عبر العديد من الوكلاء الذين يدينون له بالولاء المطلق، و يبلغونه بكل مستجد ، حسب المصادر.
و اتهمت المصادر وزير الصيد (السابق و الحالي) الناني ولد أشروقه بالعجز والخضوع لسيطرة ولد الشيخ ولد باي، و الذي هو السبب في وجودهم في هذه الوضعية، حيث تم إبلاغهم بإيعاز من ولد باي بأن بالاستغناء عن خدماتهم منذ 19/02/2016 ، لأن بعضهم بدأ في كشف المستور، وأماط اللثام عن المخالفات و الرشاوى، و هدد بالكشف عن السفن التي لا تخضع للتفتيش، و غير ذلك من مظاهر الفساد التي تنخر جسم هذا القطاع، و تجنى من وراءها مافيا الفساد المليارات من الأوقية سنويا.