الأديب ولد أواه يدون عن الاهتمام بأعلام الساحل والصحراء

ظل التاريخ الثقافي في الساحل والصحراء رهين الحجر الثقافي من قبل المجموعات السلطوية (السياسية والدينية) في كل مرحلة من مراحل كتابته حيث يعطى الزخم لبعض المجموعات وبعض العلماء وبعض المتصوفة وتحجب معلومات البعض والسبب هو الانحياز الواضح عن قصد كان أو عن غير قصد في كتابة هذا التاريخ أو إمداد أوائل الكتاب المحققين بالمعلومات وهذا هو سبب وجود الكثير من المجموعات والشخصيات والمؤلفات لا تزال في طي النسيان إن لم نقل الكتمان الممنهج.

لكنني وغيري من متابعي حركة كتابة التاريخ الثقافي نلاحظ وبجلاء وجود شباب مؤرخين باحثين متجردين انبروا لنفض الغبار عن المنسيات وفرض إخراج المكتوم من خلال البحث الجاد واستنطاق الوثائق مسترشدين بالخطوات الأولى التي قام بها أوائل الكتاب في تاريخنا الثقافي من مؤرخين محليين وفرنسيين..

فأصبحنا نسمع ذكر شيخ القراء التنواجيوي الذي ترجع إليه أسانيد القرآن في هذ القطر وبالأمس القريب وتحديدا يوم الاثنين الماضي 14 أكتوبر الجاري حضرت ندوة تنفض الغبار عن علم من أعلام غرب الصحراء ألا هو الحاج أعمر بن الشيخ الظالع التشيتي صاحب الكعب العالي في التاريخ والعقيدة ومختلف العلوم الشرعية.. وكذلك تمت إماطة اللثام عن مؤلف نفيس في العقيدة ألا وهو نظم السراج في التوحيد والذي رجح الباحث الشيخ ابراهيم آكيه نسبته إلى الحاج أعمر التيشيتي المذكور في تقديمه الماتع الرائع لهذا النظم كمخطوط نادر والذي كان عنوان محاضرته التي كانت جزء من الندوة المعنونة ب :

"نصوص وشخصيات مطمورة في تاريخ غرب الصحراء

الحاج اعمر التيشيتي ومؤلفاته نموذجا"

فشكرا جزيلا لصديقي الدكتور الشيخ ابراهيم آگيه وزملائه الباحثين المؤرخين على جهودهم الكبيرة في كتابة التاريخ الثقافي في المنطقة وتجردهم المشهود في تلك المهمة الصعبة والنبيلة.

شكرا أيضا لمخبر التاريخ والتراث التابع لجامعة انواكشوط العصرية ورئيسه الدكتور أحمد مولود ولد أيده على تبنيه لهذا النوع من الأنشطة.

كما اشكر بشكل خاص الدكتور محمد ولد بو اعليبه على مجهوده في كتابة تاريخ المنطقة ودعمه لهؤلاء الشباب ومواكبته لأنشطتهم..

والله الموفق وعليه البلاغ.

من صفحة الأديب محمد ولد أواه ولد آجه.