تتجه أنظار الموريتانيين هذه الأيام إلى حدثين مهمين سيحددان طبيعة المشهد السياسي في البلد، ويتعلق الأمر بمثول الوزير الأول إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا أمام البرلمان لتقديم برنامج حكومته ومناقشة موازنة السنة المقبلة، بعد أن استكملت الجمعية الوطنية مناقشة الميزانيات القطاعية للوزارات، ويتضمن جدول أعمال هذا الحدث عادة خطابا مطولا للوزير الأول أمام البرلمان، تعقبه فترة 48 ساعة تقريبا يتدارس النواب فيها خطاب الوزير الأول مكتوبا، قبل أن يعود الوزير الأول في جلسة علنية للرد على أسئلة واستفسارات النواب، ثم التصويت على إقرار الميزانية، وعادة ما تشهد هذه الجلسة مداخلات ساخنة وسجالات حادة بين نواب الأغلبية ونواب المعارضة.
أما الحدث الثاني المرتقب فهو استئناف المؤتمر العام لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية لانتخاب رئيس جديد للحزب وتجديد قياداته، ويكتسي المؤتمر أهميته بسبب السجال الدائر حول مرجعية الحزب، وانقسام المناديب بين أغلبية أعلنت دعمها للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني باعتباره مرجعيية حصرية للحزب، وأقلية تتمسك بالرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بصفته الرئيس المؤسس للحزب، ويرجح مراقبون حدوث مفاجآت خلال مؤتمر الحزب نهاية الشهر الجاري قد لا تتوافق -بالضرورة- مع طموح ولد الشيخ الغزواني، أو مخططات ولد عبد العزيز.