قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو: إن ثوابت الدين لا تتغير في كل الظروف والأحوال إلا في الرخص التي أوضحها الشرع، لقوله تعالى "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، لذا إذا حصل الحرج والضيق فالدين واسع، وهو ما تتغير معه الفتوى بتغير الأحوال والأشخاص.
وأَضاف الشيخ أن الشرع الإسلامي يراعي ثلاثة أمور من أحوال الإنسان: الأول الضرورة، والثاني الحاجة، والثالث التحصين والكماليات.
وتابع أنه لا ينبغي للمسلم أن يكيّف أقدار الله كما حدث مع العديد من المسلمين في بداية ظهور وباء كورونا في الصين، وقال إن هذا الوباء -أو غيره من أقدار الله- جاء لحكمة يعلمها الله، ومنها تنبيه الناس وإيقاظهم من غفلتهم.
وحول جواز صلاة الجماعة خلف التلفاز أو عبر تطبيقات البث خصوصا مع إغلاق المساجد بسبب جائحة كورونا، أكد الشيخ الددو أنه يجوز الاقتداء بصوت الإمام دون رؤيته، مستندا في حديثه إلى صلاة العميان، والمساجد الكبرى في عهد الرسول وحتى اليوم كما يحصل في الحرمين، حيث تتم الصلاة بسماع صوت الإمام دون النظر إليه.
كما أن ذلك حدث مع النبي أثناء حجة الوداع عندما حضر العديد من المسلمين إلى الحج ولم يكن كلام الرسول أو صلاته يصلانهم، وإنما كان ما يصلهم عبر ما يطلق عليه اسم "المسمع"، وهو من يرفع صوته بمثل ما قال الإمام، وقد حل محلهم في الوقت الحالي مكبرات الصوت، وقد اتفق جمهور العلماء على جواز استعمال مكبر الصوت.
أما مشروعية الصلاة عبر البث المباشر فتقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول البث غير المباشر أو المسجل وهذا لا يجوز الاقتداء به، والقسم الثاني وهو الصوت المباشر لكنه مقرون بالتفويت، حيث يكون هناك فرق بين الإمام والمأموم لبعد المسافة وحدوث فرق في البث، وهذا أيضا الاقتداء به غير جائز.
والقسم الثالث وهو سماع صوت الإمام في ذات وقت حديثه ولا يوجد فرق في البث مع اتفاق الوقت في حركة الإمام وصوته ووصولها إلى المأموم فهي جائزة، وقد صلى المسلمون خلف الرسول في المدينة من بيوتهم. وقد يكون النقل عبر المذياع أو شبكات الإنترنت أسرع من البث الفضائي، وعليه تطبق الشروط السابقة.