"وَالبلدُ الطيِّبُ يَخْرجُ نَباتُهُ بإِذْنِ رَبهِ"صدق الله العظيم، هكذا في يوم أغر من أيام 1961 وُلد لبراهيم ابن بده ابن الشيخ سيدي المختار "اباه" ابن الشيخ سيديا ولد سماه - لفرط الحب والثقة وتأسيا بأفنان تلك الروضة المعرفية الوارفة - إسماعيل وشيئا فشيئا بدأت فطرته الطيبة تنشر عبيرها على قسماته خالقة طفلا موطأ الأكناف، فشابا رزين السلوك يدوس الجرح دون أن يحس الجريح، ثم رجلا حسن المنطق سمح الوجه يلقى الكل متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله، بميزات كهذه دخل المهندس اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا معترك السياسة كفاءة وطنية ودولية تئنُّ البلاد حاجة إليها، وكما هو متوقع من ابن بارٍّ مثله لبى نداء وطنه فانخرط بتفانٍ في خدمته منذ أن تتوج أعلى مراتب العلم من منابع عدة.
ومن حسن حظ وطن تكالبت عليه خطوب الفقر والرشوة والاحتيال ومع انبزاغ شمس التغيير الهادئ يوم 22/06/2019 طلع نجم ابن بدَّةَ من جديد هذه المرة وزيرا أولَ مدرعا بحلة درية من المجد التليد ومشرأبة عنقه لتحقيق حلم طالما أرق مضاجع هذا الشعب في الحصول على مقومات عيشٍ كريم.
وبتلك النظرة الثاقبة نال ثقة وعهد من للعهد عنده معناه فنسج عقدا حكوميا حرص على أن يضم خرزات كفاءة وجواهر تكنوقراط فريدة كي يقوموا معا ببناء موريتانيا لبنة لبنة غير مغترين ولا مكابرين، ومحتسبين لمن سبقهم أن حسبه أن اجتهد فأصاب أو أخطأ، ولا يكَلِّفُ الله نَفْسًا إلاّ وسٓعَهاَ، وهنا استنشق الكل نسيم الأخوة وسارت في عروقهم دماء الشعب الواحد واليد الوحدة الساعية إلى البناء المشترك.
تلك لعمري هي عِلّةُ ما سمي هجمة على الوزير الأول المهندس اسماعيل، وهو ليس بحاجة إلى حروفي، سوى أنني استغربت من أعدائه "المغاوير" الذين يملؤون الصفحات ذماً وتنكيلا وقذفا دون أن يتحفونا بالأدلة المادية التي ما أخفاها إلا عدم توفرها لديهم "امساكين"، قالوا لقد اختلس مؤسسة إعادة إعمار الطينطان فنفى أهل الطينطان ذلك وبقوا كمن حاول قبض نسمة هواء، ثم تكلموا عن المنطقة الحرة فسكتت الوثائق وأنىّ لوثيقة أن تكذب.
ابن الشيخ سيديا سليل عقد من العلم والصلاح، تشع حباته تقى وسخاء نفس وعزّ جناب، فلزموا أدبا عند الحديث عنه، ولا تكونوا كالغراب وحجله، فالأدب مع من يستحقه فضيلة يحسد عليه الكثيرون لصعوبتها على الكثيرين.
سر ولا تلتفت فالله يرعاك بعين المؤمن.
حرر بانواكشوط بتاريخ 28/04/2020.
الشيخ سيدي محمد ازوين.