إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حفظه الله،
هذه رسالة مقتضبة من مواطن موريتاني وجد نفسه مضطرًا لأول مرة في حياته لمراسلة رئيسه وعبر قناة غير مألوفة ولكن للضرورة أحكام.
سيدي الرئيس،
قبل ساعتين أعلنت وزارة الصحة التونسية عبر المتحدثة باسمها عن انهيار المنظومة الصحية بعد أن بلغت حالات الإصابة بفيروس كوفيد-١٩ مستويات غير مسبوقة تجاوزت بكثير طاقة استيعاب أسرة الإنعاش وأسرة الأوكسجين وبعد أن تفشى الإعياء والإرهاق في صفوف الأطقم الطبية بسبب أسابيع متتالية من الجهد المستمر في بلد كان لحد اليوم مفخرة المنطقة العربية من حيث بنيته التحتية الصحية وخبرة كوادره في هذا القطاع ولكن أرقام الإصابات والوفيات مهولة ولا ينتظر أن تصل الموجة الحالية ذروتها إلا بعد أسبوعين.
تعلمون ولا شك سيدي الرئيس أن تونس كانت أول بلد عربي اعترف باستقلال الجمهورية الاسلامية الموريتانية وأن العشرات من خيرة أطبائنا العاملين اليوم تم تكوينهم في كليات الطب بهذا البلد الشقيق شأنهم في ذلك شأن المئات من أطرنا في شتى الاختصاصات.
أكتب لكم وأنتم وحدكم من يُقدّر بحكم الممكن والمتاح من الوسائل بما يضمن عدم إحداث خلل في جهود سلطاتنا الصحية للتصدي للوباء في موريتانيا وذلك لاتخاذ بادرة عاجلة لمد يد العون للأشقاء التونسيين والذين يكابدون أمام موجة غير مسبوقة من انتشار هذا الوباء رفعه الله عن بلادنا الحبيبة وعن تونس وعن كل أنحاء العالم. من المهم إذا ما اتجه القرار نحو إيفاد بعثة طبية عاجلة وبالتنسيق بين الجهات المختصة ونظيراتها بتونس أن تتاح الفرصة للأطباء الذين تلقوا تكوينهم سابقا بتونس لمعرفتهم بالدارجة وبطبيعة المجتمع هنا.
حفظكم الله ورعاكم،
مواطنكم / سيدأحمد ولد ابوه
موظف دولي مقيم بتونس