تحاول اتحادية المخابز والحلويات في موريتانسا منذ أشهر تنظيم وضبط سوق الخبز في العاصمة انواكشوط، ووضع معايير واضحة يتم تطبيقها على جميع المخابز، وقد أجهضت الحكومة أول مبادرة في هذا الصدد عندما منعت وزارة الداخلية اتحادية المخابز من حصر بيع الخبز في أكشاك مخصصة لهذا الغرض، لوضع حد للمضاربات في أسعار هذه السلعة الحيوية.
وبالأمس عادت اتحادية المخابز بقرار يحدد سعرا ثابتا للخبز بشكليه الصغير والكبير، وهو ما أثار جدلا اضطرت معه اتحادية المخابز لإصدار عدة بيانات وإجراء مقابلات صحفية في يوم واحد لتوضيح القرار وشرحه للمواطنين، والتأكيد أنه لا يعني زيادة سعر الخبز بل تنظيم بيعه للرفع من جودته وضمان استمرار توفيره.
وفي خضم الجدل حول رفع سعر الخبز من عدمه، برزت أزمة أخرى لا يبدو أن هناك من يستشعرها أو يهتم بحلها، إنها أزمة ما يسمون محليا ب"الصرواية" وهم الوسطاء بين المخابز والدكاكين، وقد منعتهم اتحادية المخابز من نقل الخبز إلى المحلات التجارية وهي المهنة التي كانت توفر فرص شغل لنحو سبعة آلاف شخص حسب بعض العاملين في المجال، وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها على قارعة الطريق عاطلين عن العمل وهم يعيلون أسرا، وقد ناشد بعض هؤلاء رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني التدخل لإنقاذهم وعائلاتهم من الجوع بعد فقدهم مصدر دخلهم الوحيد.